Showing posts with label ثانوية والعيشة مُرَّة. Show all posts
Showing posts with label ثانوية والعيشة مُرَّة. Show all posts

Monday, July 05, 2010

واللي فات ننساه..ننسى كل أساه!

ما هو الخطأ في أن يتضمن امتحان الرياضة في الإعدادية أو الثانوية العامة سؤالاً له علاقة بجدول الضرب ، أو بالقسمة المطولة (التي كانت دلالة على "عبقرية" الطفل في ثمانينيات القرن الماضي)؟ ما هو الخطأ في أن يلعب سؤال في مادة ما على معلومة درسها الشخص في مرحلة دراسية سابقة؟ مش عارف..

ربما كان الرد الطبيعي بعد كل واقعة هو "ما خدناهاش في المقرر".. المقرر يتضمن كذا وكذا وليس كيت وكيت.. بما أن تنتهي السنة تنتهي علاقتنا بكل ما درسناه فيها ، واللي فات ننساه .. ننسى كل أساه.. وروح يا مقرر وتعالى يا مقرر..

هذا الرد ليس جزءاً فقط من فهمنا العجيب للتعليم ، بل هو جزء من ثقافة بلد بأكمله ، كونها من تجارب وممارسات على مر السنوات ، فأي مسئول ، وبالذات الرابسوماتيك ، بمجرد تركه للمنصب يتم التجاوز عن جميع أخطائه وخطاياه دون حساب أو سؤال إلا في يوم القيامة بفهم خاطئ لعبارة "عفا الله عما سلف" ..والذي جعل خطايا الرابسوماتيك وغيرهم تمحى بمجرد تركهم لكراسيهم ، قادر على محو جدول الضرب وحروف الهجاء ورفع الفاعل ونصب المفعول ، وهي كلها معارف بدائية "شاذجة" من العار والشنار أن يتم حساب الطالب عليها..

يمكن محو كل ذلك في حالة واحدة ، إن لم تكن ستستخدمه إطلاقاً في حياتك بعد الدراسة.. إن لم تحتج لاستخدام جدول الضرب في عملية حسابية وأنت "شحط كبير" .. إن لم تحتج لمعرفة ما إذا كانت الكلمة التي ستكتبها مرفوعة أم منصوبة .. إن..إن..إن.. وكلنا نعرف أن ذلك مستحيل..

على مدى أربع سنوات تناولنا -صراحةً وضمناً- حالة عدم الجدية تجاه التعليم من صناعه وواضعي ومنفذي سياساته ، لكن المشكلة الحقيقية أن تلك الآفة موجودة لدينا ، كطلبة ، وكأولياء أمور ، وكأشخاص عاديين ، وربما انتقلت بالفعل - بكل أسف- إلى صحفيين وأعضاء مجالس نيابية يبحثون عن جنازة يستعرضون فيها قوة خدودهم التي لا تحمر من كثرة اللطم .. ويتباكون في جرائدهم وفي خطبهم الرنانة على التعليم الذي لا يؤهل طالبه لقيام بعملية ضرب أو قسمة .. التعليم الذي لم يفعلوا شيئاً لإصلاحه .. ولا لتغيير معتقدنا الأزلي بأن التعليم شهادة فحسب وبأن فترة صلاحية ما نتعلمه كل عام لا تتجاوز العام!..
* شكر خاص جداً للزميلة العزيزة "زمان الوصل" مصدر فكرة هذه التدوينة..

Sunday, July 06, 2008

من أجل ذلك

لم يجد "معاليه" أبسط من تكرار نفس الاسطوانة المشروخة "السمجة" الخاصة بـ"مستوى الطالب المتوسط".. فقط لأنه استشعر سوء موقفه - الذي وضع نفسه فيه بسلبيته وضعفه وانعدام حزمه- أمام الشارع فلم يجد إلا استعمال تلك الكليشيهات لإرضائه..

تكلم كثيرون ، منهم كاتب السطور ، في مسألة سهولة أو صعوبة الامتحان ، واختلفت الآراء.. إلا أنه رغم أهمية أن يكون الامتحان امتحاناً - لا أن يكون نزهة خلوية ولا أن يكون أجازة في "أبو غريب"- ورغم أهمية أن يكون الفهم عادة يتدرب عليها الطالب طوال حياته وأن يختبرها فيه واضع الامتحان ، إلا أن هناك رأياً آخر فيما يخص مسألة "صعوبة الامتحان".. يستحق أن يُناقش بهدوء وروية..

للصعوبة في الامتحان جانب مظلم واحد وخطير ، ليس في ما يحدث أثناء الامتحان ، ولكن ببساطة شديدة فيما سيحدث بعده..

لا أزعم أنه بعد امتحان اللغة الفرنسية الشهير في 1989 تغيرت شكل مذكرات الدروس الخصوصية في الفرنسية إلى الأبد ، ووصل الأمر مع الوقت إلى أن أصبحت تلك المذكرات أشبه بحقن هرمونات تحقن بشراسة كمية هائلة من المفردات يستحيل على أي شخص في العالم درس اللغة لمدة ثلاث سنوات أن يتحملها أو أن يستعملها.. ليييييه؟ لأنه من الممكن أن ترد كلمة كهذه في الامتحان..

الشيء نفسه رأيته في مذكرة للغة العربية ، رغم أن امتحانات اللغة العربية لا تأتي "صعبة"- لأسباب بعضها سياسي- حينما شاهدت المدرس -ربنا يحفظه وهو أعلم باللي في ضميري- وقد وضع جداول "سمينة" لكل معاني الكلمات الموجودة في كل نص ، ولولا بقية من الحياء وحمرة الخجل لوضع في تلك الجداول عكس كلمة "باريس" ومثنى "في" ومفرد "إن".. أضف إلى ذلك افتكاس سيادته لكل ما يمكن (أن يشتبه في) أن يكون من "مواطن الجمال" حتى ولو لم يكن فيه أدنى كم من الجمال..

والمبرر جاهز: مش جايز دة ييجي في الامتحان؟

وربما تنتقل العدوى-إن لم تكن قد انتقلت بالفعل- لـ"الكتب الخارجية" و"الكتب الخارجية النظامية"- المعروفة تجاوزاً باسم "نماذج الوزارة".. وإلى الفصل الدراسي بـ"ذات نفسيته".. تحتفظ ذاكرتي بمدرس للرياضيات في المدرسة الثانوية التي كنت فيها كان يفتخر بأن أسئلته - هو - كانت دائماً موجودة في امتحانات الثانوية العامة..

النتيجة : مزيد من "التزغيط".. مزيد من الشحن .. مزيد من الحقن .. قبل أن يذبح الطالب في سوق العمل ويكتشف أنه لم "يتعلم" .. بل أنه في الواقع قد "اتعلم عليه"!

وكيف يتعلم والامتحان هو الغاية والهدف ، وكل ما حوله من ممارسات يعزز أن الامتحان هو الغاية والهدف؟

من أجل ذلك - وطبقاً للطرح السالف الذكر- كان لصعوبة الامتحانات جانب صعب وخطر ، لم -ولن- يضعه أي رابسو في حساباته ، ولن يكتب عنه أي صحفي منتفع كان أو غير ، ولا يراه بوضوح إلا الذين اكتووا بنار النظام التعليمي المصري..

هذه وجهة نظر.. كيف ترونها؟

Friday, July 04, 2008

غزوة كليوباترا

خلع -بحسب المصريون الإلكترونية- عدد من رؤساء الأحزاب الورقية على "معاليه" وصف "الشجاعة" لمجرد أن هذا الأخير قد قبل الذهاب إلى ندوة أعدوها في فندق كليوباترا.. ووصل الأمر إلى أن رئيس ما يسمى بـ"حزب" "السلام الاجتماعي" وصف الرجل بأنه " من أعظم وزراء مصر" وطالبه بـ"إكمال مسيرة النهضة التعليمية التي بدأها"!

والظريف أن رؤساء الأحزاب الورقية مضافاً إليهم بعض أعضاء البرلمان المنبطح الفاشل قالوا أنهم عقدوا هذا الاجتماع لـ"توجيه النقد إلى الوزير" بسبب سوء إدارته لامتحانات الثانوية العامة ، والفضائح "المرطرطة" في المنيا وغير المنيا و...و....الخ..

أرسل هذا الخبر لي رسالتين لا ثالث لهما:

الرسالة الأولى: مفادها ببساطة شديدة أن هذه الأحزاب تستحق الغلق ، وأنه إذا كانت التعددية تعني وجود أحزاب بهذا الشكل فلتذهب في ستين ألف داهية..والمجلس الذي يضم هؤلاء أو ممثليهم هو مجلس منبطح ، والناخب الذي صوَّت لهم يستحق كل ما سيحدث له على أيديهم إن شاء الله..

أتمنى ممن يوزعون أنماط الشجاعة على من يشاءون ويرضون أن تكون لديهم الشجاعة للحديث عن مكان التعليم ضمن أولوياتهم وبرامج أحزابهم -إن كانت لتلك الأحزاب برامج- لاحظوا أنه بما أننا في مناخ سياسي (يفترض) التعددية قد يصل حزب من هذه الأحزاب- لا قدر الله- إلى السلطة ، وسيكون مطالباً بوضع سياسة تعليمية لمصر.. وربنا يستر على مصر..

سلمنا بأن السياسة التعليمية فاشلة ، عن يقين وقناعة عقلية ، وبشهادة شخصيات كبيرة في قلب الحزب الحاكم ، ماشي ، ما هي بدائل تلك الأحزاب؟ ما هي سياساتها؟ ما هي مقترحاتها على الوزير؟

ولن تجدوا إجابة..

الرسالة الثانية: هي أن "معاليه" ارتكب خطأً فادحاً بحضوره إلى "قعدة" فندق كليوباترا.. خطأ سياسياً فادحاً ربما قد يكلفه منصبه.. بما أنه سمح لهؤلاء بتحقيق مكسب سياسي غير مستحق على حسابه..

كان من الممكن أن يعامل هؤلاء بما يستحقون ، ويكتفي بإرسال رسالة مقتضبة إلى البهوات عشاق الأضواء والظهور في "العاشرة مساء": أين كنتم في مؤتمر تطوير الثانوية العامة؟ وأين كنتم في مجلس الشعب؟

لكنه ذهب.. طمعاً في "شهادة الشجاعة العامة" ممن يسمون أنفسهم "ائتلاف المعارضة"..

الشجعان الحقيقيون هم من يعتمد المواجهة لا التقهقر وثقافة "اطلعلي برة وياريت لوحدك.. علشان أحطك كدة عند حدك"، من يواجهون الوزير في مجلس الشعب لا في الفنادق المكيفة وأمام كاميرات برامج التوك شو ، الشجعان الحقيقيون هم من يدرك تماماً أن فاقد الشيء لا يعطيه.. ليس من الشجاعة أن تسعى للحصول على شهادة بالشجاعة ممن لا يعرفون الشجاعة..

الوزير خسر "غزوة كليوباترا" وكذلك نحن.. وسيجد الأشقاء والأعدقاء شيئاً جديداً من تحت رأس ملف التعليم في مصر ليتضاحكون به علينا في صحفهم وقنواتهم ومنتدياتهم.. عذراً للإطالة وحدة اللهجة..

Monday, June 23, 2008

الصحافة السوية والموظفون السايكوبات

لماذا كانت كل هذه الهجمة الشرسة التي تصل في لغتها إلى مصاف الشرشحة من قبل صحف الحزبوطني على واضعي أسئلة امتحانات الثانوية الغامة؟ وصل الأمر من قبل بعض هؤلاء الصحفيين إلى وصف واضعي أسئلة الامتحانات بأنهم مرضى نفسياً يتلذذون بتعذيب غيرهم..

واضعو الأسئلة أسوياء في حالتين اثنتين، الأولى عندما تأتي أسئلة الامتحانات لذيذة و"فلة شمعة منورة" يستطيع كل الطلبة أن يحصلوا بمقتضاها على مجاميع هرمونية تتخطى حاجز المائة والعشرين بالمائة لا تمكنهم في النهاية من دخول كليات "الكمة" ثم ينتهي بهم الأمر إلى الشارع، والحالة الثانية هي أن "تتوارد" أو "تتشابه" أو "تتقاطع" أسئلة امتحاناتهم مع نماذج الامتحانات التي تنشرها صحف البهوات.. فيما عدا ذلك فهم سايكوهات كسايكوهات أفلام التصنيف "بي" في هوليوود الذين يقومون بدور السادي بشكل مهترئ ومثير للشفقة..

وإذا استمر الحال على ما هو عليه لن تعدم الصحف "المحترمة" حيلة في البحث وراء أسباب إصابة هؤلاء الموظفين بالهسهس البطال.. منها أن أحدهم فشل في الوصول لإحدى الكليات إياها فأقسم يمين طلاق بألا يدخلها أحد ، والثاني كان يعرف فتاة إنجليزية فسئمت منه وتشاجرت معه فأسمعته العبارة الشهيرة ذات المقطعين فقرر الانتقام من الإنجليز ولغتهم.. وربما مرت سحلية على قفا بعضهم فأصبحوا سايكوهات من الدرجة الأولى!

ليس الصحفيون ملائكة ، وليس واضعو الأسئلة سايكوهات، قد يتصف بعضهم بالغرور والثقة الزائدة عن الحد كما حدث في امتحان اللغة الفرنسية الشهير في أواخر الثمانينات، حيث اعتقد واضع الأسئلة أن الطالب قد استجمع في دراسته للفرنسية طوال ثلاث سنوات فقط ما يؤهله لكتابة فقرة قد لا يستطيع طالب متفوق كتابتها بالعربية ، كان من الممكن أن يُنَاقَش في ما فعل ، وربما رحَّب بالمواجهة ، وقد يكون له رأي يستحق العرض كي نتفق معه أو نختلف ، لكن هل يكفي ذلك لأن نصفه بأنه سايكوباتي؟

ما أدهشني أن هناك تعتيماً على شخصية هؤلاء "السايكوهات".. بل والرفض التام لأي تعامل معهم كان حتى ولو على سبيل العمل الصحفي الصرف ، كنت أتوقع لو أن لدينا صحافة "محترمة" أصلاً أن تتجه إلى هؤلاء الناس وتسألهم عن امتحاناتهم وتواجههم بها على سبيل العمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر .. لكن إزاي؟ "الرأي والرأي الآخر" و "حق الرد" وغيرها تندرج تحت بند "الكلام دة قدامك"!

وما أدهشني أكثر ، وأعتقد أنه أدهش الكثيرين ، هي اللهجة واللغة العنيفة جداً التي قوبل بها واضعو الأسئلة والامتحانات هذا العام، نجد "الجمهورية" مثلاً وقد استعملت وهي الصحيفة "القومية" "الرصينة" تعبير "المحرقة" على امتحان للثانوية العامة ، تماماً مثل المشهد الشهير للراحل "علاء ولي الدين" وهو يصف طفلاً صغيراً في مدرسة ابتدائي بـ"الوغد"!

الامتحانات "محرقة" وواضعو الأسئلة "معقدون" وربما نحن "العلوش الأوغاد" إن اعترضنا.. إلا هو مين اللي سايكو؟..

Friday, June 20, 2008

كرسي الاعتراف!

عندما تقرأ هذا الاعتراف لأول وهلة تشعر أنك أمام أحد المشاهد المألوفة في سينما "حسن الإمام".. مشهد الاعتراف "أنا مش أبوك .. ودي مش أمك.. احنا جبناك م الشوارع.. انت شخييييييييييييييييط..الخ"..

هكذا قرر معاليه الاعتراف ، معاليه الذي كان بالأمس القريب أسداً هصوراً يدير امتحانات الثانوية الغامة من مقر سريٍ في مكان ما .. لا تستطيع أعتى أجهزة الأتاري الكشف عنه ولا عما يدور بداخله ، هو الذي يصرخ في مجلة "الإذاعة والتليفزيون"-في تصريح آخر- قائلاً أنه "لن يكون كبش فداء"..

سيصبح هذا الاعتراف في نظري حديث الناس في مصر لأسابيع، أكثر من كأس الأمم الأوروبية وصفقات انتقال اللاعبين وحتى المظاهرات والاعتصامات التي تصدعنا بها فضائيات بعينها..معاليه اعترف يا مينز!

سيرى البعض أن معاليه قد تنازل واعترف، وسيرى البعض الآخر أن معاليه لم يعترف على نفسه فقط ، بل اعترف على كل من جلسوا قبله على الكرسي الرابسوماتيكي وأولهم "فتحي سرور" نفسه ، وهو الذي كان وزير التعليم إبان فضيحة الغش الجماعي الأشهر في تاريخ مصر في أواخر ثمانينات القرن الماضي ، أي أن الرجل ومن أتى بعده لم يفعلوا أي شيء لوقف مهازل بيع وشراء الامتحانات على مدى عقدين كاملين من الزمن.. وكانت الصحافة طوال عقدين كاملين من الزمن- أيضاً- تتفرج على ما يحدث.. باعتبار أنه "عادي في المعادي".. "بيع امتحانات"؟ وإيه يعني؟ (على غرار مشهد "كشفتوني..وإيه يعني" في فيلم "أسد وأربع قطط")

معاليه أيضاً اعترف على اللامركزية التي ظل هو والدكتور "سرور" يروجان لها طوال الوقت،الأشخاص الذين اعتمد عليهم ليقوموا بالعمل كله باعوه وبثمن بخس ، واللامركزية التي تقتضي بتسليم المديريات التعليمية مفتاح القرار اتضح في النهاية أنها تسليم القط مفتاح الكرار.. قليل من المركزية كانت تفتح الباب للمديريات وأعضاء مجلس الشعب وآخرين لـ"العمل المشترك" من أجل ثانوية لذيذة مسلية يخرج بعدها الوزير- كل وزير- معلنا نجاح الثانوية العامة ، وأن الأوائل خير دليل على أن الامتحان جاء من الكتاب المدرسي ونماذج الوزارة بحذافيرهما، وجهود المعلمين الشرفاء ، وبعيداً عن المدرسين الخصوصيين الوحشين..

كان يحدث ما يحدث أمامنا "واحنا قاعدين"، وكنا نغضب، لكننا نستكين في كل مرة لأن الميديا لم "تفتح بقها".. ولأننا بدورنا اعتدنا ما يحدث ، لم يعد الغش ولا البيع ولا التسريب مشكلة ، وربما كان ذلك واضحاً لدى آباء كان لهم أبناء في سنوات سابقة، وشاء العلي القدير أن يكون لهؤلاء الآباء أبناء في ثانوية هذا العام، حيث "كل شيئن انكشفن وبان"!

شكراً لمعاليه على الاعتراف الثمين، وسنكون أكثر شكراً وامتناناً لو اعترف "آخرون" بأدوارهم في كل ما يحدث، وأولهم الصحافة التي كانت واقعة تحت تأثير حبوب الجبن قبل تعاطيها مؤخراً "بلابيع الشجاعة"..

Thursday, June 12, 2008

ثانويات..

1-لماذا اشتكى أولياء الأمور والطلاب من مادة التفاضل والتكامل ، إلى حد نقلت فيه "الجمهورية" أنه لم تخل لجنة على مستوى البلاد من الشكوى من المادة المذكورة في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة المساء اليوم أن نتائج العينات العشوائية 92؟ لماذا يحدث ذلك في كل مادة يشتكي منها الجميع؟

2-لماذا نفى الوزير في المقابل -"بشدة" ونص الكلام الحرفي لـ"المساء" أيضاً- وهو في مكانه بالقاهرة ما تردد عن تسرب الامتحانات في المنيا في شكوى قدمها له أولياء الأمور بحسب "الجمهورية" عدد اليوم؟ هل ستختلف "شدة" نفي السيد الوزير لو أن الأهالي قدموا بلاغات موثقة إلى الشرطة بوقائع وأدلة؟

3-لماذا تفتخر بعض الصحف بـ"تطابق" ما ورد بملاحقها التعليمية من أسئلة وأسئلة امتحان الثانوية العامة نفسه؟ هل تعرف تلك الصحف الشيء الكثير عمن يكتبون الملاحق التعليمية بها؟

4-لماذا كانت الصحف الحزبوطنية أكثر من نشر الصور التي تبين صعوبة الامتحانات، بل وخرجت بمانشيتات شديدة الإثارة؟

5-هل كان من المتوقع أن تخرج امتحانات التفاضل والتفاضل سهلة أصلاً؟ أليس التفاضل والتكامل من أرقى وأكثر الفروع الرياضية تعقيداً؟

6-لماذا شعر الأهالي هذا العام بالذات بأن الوزارة تدبر لهم شيئاً بليل؟ بعبارة أصح: أن المقصلة في انتظارهم، رغم أن المقصلة كانت في انتظار دفعتي أنا بحكم أنها "الدفعة المزدوجة" وكان شبح التصفية يهددها في كل شهادة عامة؟

7-لماذا تصاحب الثانوية العامة بكل هذا الكم من الملاحق ومجموعات التقوية هنا وهناك وكأنه من المستحيل على أي طالب نظرياً أن ينجح فيها بدون استعمال كل وسائل المساعدة؟

8-هل لديكم أسئلة أخرى؟

Saturday, June 07, 2008

ورانا غسيل


الكل اليومين دول وراه غسيل ، فواضعو امتحانات الثانوية العامة الذين كانوا بالنسبة لنا في نفس غموض الاسم الحقيقي لـ"رجل المستحيل" مشغولون ربما في الملاحق التعليمية -كهذا الذي نشرته "أخبار اليوم" الأسبوع الفائت- أو في المجاميع أو الدروس -إن صح أن هؤلاء ليهم في فيلم الدروس، وأن بعض المنتدبين ومنهم طبعاً من يكتب في نفس تلك الملاحق أيضاً لديهم مراجعة ليلة الامتحان ، وتجد منهم من يكتب - وبكل اعتزاز- أنه كاتب الملحق التعليمي بجريدة "الجمهورية" مثلاً.. (والكلام لا يشمل المنتدبين الذين لم يحصلوا على مكافآتهم بعد)..

سيستشيط الوزير غضباً بما أنه لم يجد الاستنفار الكافي من هؤلاء للمعركة التي لا صوت يعلو فوق صوتها.. دة احنا حنضحك "ضوحك"!

Sunday, May 25, 2008

فرح العمدة

"تطوير التعليم" يجب أن يحمل لمسة مسرحية ، مثلما كان التمثيل في السينما في العقدين الأولين من تاريخها في مصر.. ويبدو أنه لا وسط لدى الفكر الرابسوماتيكي تجاه هذه المسألة التي يؤدونها كواجب منزلي سخيف.. فإما أن يتم تمرير التشريعات والقواعد التعليمية بليل فيفيق عليها الشعب المصري كله في صباح اليوم التالي، أو أن يتم نصب "فرح العمدة" باسم المشاركة المجتمعية.. المشاركة في الفرجة طبعاً.. إذ أنه يجب أن نتفرج ، وبإعجاب على المسرحية الحضارية الذي تقوم بها الوزارة الرابسوماتيكية بالتعاون مع صبية الحزبوطني.. وزغرطي يا اللي ما انتيش غرمانة..

دعوكم من مسألة التركيز الشديد على عملية "تطوير" الثانوية السامة ، فلا أظن أن أي أحد منهم على استعداد بالاقتناع بأن التطوير يبدأ من تحت ، وأنه يجب أن يكون تطويراً بحق وحقيق(مش شيل سنة وحط شهرين مكانها).. وليس تمجيداً في خطوات ضعيفة وشكلانية كما هي العادة في ظل ثقافة الفشل والخذلان.. لكن دعونا نتحدث عن "نكتة" الأبحاث التي سيطلبها المطورون من الطلاب فيما بعد ، بما أن المجموع لم يعد - أخيراً- المعيار الوحيد لدخول الكلية.. الأمر البديهي الذي تنازلوا أخيراً وقبلوه بعد مراجعات فكرية إجبارية..(وعقبال ما نحضر دفنة مكتب التنسيق.. قولوا يا رب)..

يبدو أن هؤلاء الضعاف بيروقراطياً وفكرياً انضموا إلى حزب "لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام".. بمعنى أنك إذا سألتهم عن الكيفية التي سيجري بها الطلبة تلك الأبحاث اللازمة لعبورهم إلى الكلية -خاصةً في غياب الكتب والمكتبات وشعار "لا صوت يعلو فوق صوت الكتاب المدرسي" فلن تجد إجابة.. وهذا السؤال "سهل" بالنسبة لأسئلة أخرى أكثر "غلاسة" من عينة:

1-هل علمتم الطلاب في مراحل سنية سابقة كيفية عمل بحث بشكل جاد، أعني : ألا يكون كوبي وبيست من النت؟

2-هل علمتم الطلاب في مراحل سنية سابقة مهارة البحث؟ أن يقوم به الطلب بـ"شغف" و بـ"اهتمام" و بـ"جدية"؟ أم أن الأمر سيتحول إلى مجرد نشاط روتيني سمج يجبر عليه الطالب ابتغاء وجه الدرجة وتحسين المجموع (وما أسهل التحايل على أمور كهذه)؟

بفضل هذه العشوائية في التخطيط ستضاف سبوبة الأبحاث في التعليم قبل الجامعي إلى طائفة كبيرة من "السبوبات" التي يعج بها سلوكنا.. اعمل بحث تاكل ملبن.. وتحت ستار التطوير أضفت خصلة سوداء أخرى إلى جانب خصال سوداء كثر زرعها التعليم في أجيال من المصريين..

الناس "قرفت" من أفراح العمدة التي يتم نصبها بهذه الطريقة كما لو كان العمدة هو "الحاج متولي".. ولن يثقوا بالرابسوماتيك إلا إذا تمردوا على رابسوماتيكيتهم.. إذا قل كلامهم وقرروا التوقف عن ترديد الرطانة المترجمة بركاكة عن الثقافة الأمريكية ، إذا ما أحس الشارع بأنهم يريدون التحرك للأمام وليس الجري في المكان..

كل مؤتمر ثانوية عامة ونحن طيبون.. وخلوا العمدة يتبسط..

Friday, August 24, 2007

هل كانت الثانوية -الصعبة- أكثر عدالة؟

كنت أنوي الرد على موضوع الزميلة العزيزة Bella القيم عن المجاميع الهرمونية في الثانوية الخاصة كمداخلة ، ثم قررت نظراً لضخامة الرد أن أخصص له تدوينة مستقلة..

جعلتني السطور التي كتبتها Bella أطرح سؤالاً هاماً .. هل كانت الثانوية العامة في نظامها قبل الجديد رغم صعوبة الحصول على مجاميع مرتفعة أكثر عدالة من ثانوية عامة إكس لارج يحصل فيه أي طالب وبسهولة على العلامة الكاملة .. الـ 100%؟

لنعد بالذاكرة إلى الوراء لنفهم كيف سارت الأمور..

اعتقد حسين كامل بهاء الدين أن سبب شكوى الناس من الثانوية العامة وضغطها العصبي يتمثل في صعوبة الحصول على مجموع ، بما أن التنسيق لا يجيد إلا لغة المجاميع اللازمة لدخول "كليات القمة" و الوجاهة الاجتماعية.. فافتكس نظام الثانوية العامة الجديد الذي بدأ العمل به مع العام الدراسي 1996-1997.. أي من حوالي عشر مواسم بالتمام والكمال..

هذا النظام "قَسَّط" الثانوية على قسطين ، عامين هما الثاني والثالث من المرحلة الثانوية ، واختزل عدد المواد في عدد هو "المطلوب" لدخول الكلية المطلوبة..مع دمج و"تأييف" تلك المواد بما يتناسب والوضع الجديد..

حسابياً .. كان من الطبيعي للمجاميع أن تزيد .. بل أن تنتفخ .. فعدد المواد صار أقل .. تذكروا أن المواد نفسها بقيت على حالها كما هي ..

وعليه .. فإن الطريق صارت واضحة للمجموع العالي .. وممهدة للغاية : الصاد ..ميم .. ميم!

طالما أنك تحفظ فكل شيء تمام ، وكل ما حول الطالب يحرض على الحفظ ، بدءاً من الأهل والمجتمع ومروراً بالمدرسين في المدرسة وخارجها (ولي في ذلك كلام في تدوينة مستقلة بإذن الله) والميديا التي تحتفي بغرابة شديدة بـ(أوائل الثانوية العامة) .. حتى ولو كان "ضاربك السلك" فإن تسعين بالمائة على الأقل مضمونة .. تذكروا كم كان الحصول على تسعين بالمائة في ظل النظام القديم للثانوية الغامة يشبه حشو الضروس!

رابسو السابق "جه يكحلها عماها".. صحيح أن الحشو الذي يذكرنا بحشو غير المأسوف عليه رابسو الأكبر (صاحب بدعة وضلالة دمج الصفين الخامس والسادس) كان صارخاً وقت أن كنت طالباً بالثانوية العامة ، وكان عدد المواد مبالغاً فيه ، لكن بمقتضى النظام الحالي تحولت الأمور من ضد إلى ضد .. من الحشو المفرط إلى التسطيح المفرط أيضاً..

وفي كل الأمور لم ينظر واضعو تلك السياسات الخرقاء كلها أبعد من مواضع أقدامهم.. والنتيجة هي ما نرى الآن.. ارتفاع المجاميع حرم العديد من الطلاب من دخول الكليات..وهو ما لم يكن يحدث وقت أن كانت الثانوية العامة أصعب!

ليس من العيب أن نفكر في المستقبل .. نفكر جميعاً كأولياء أمور وصناع قرار ووسائل إعلام وبكل تجرد.. صحيح أن المستقبل بيد الله .. لكن "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"..وعندما نفكر في المستقبل قد نصل لحلول تطمئنا جميعاً بدل من أن يدفع ثمنها غيرنا ..

تحديث : اهتمت الجمهورية بشكل مبالغ فيه كالمعتاد برحلتها لأوائل الثانوية العامة لألمانيا.. حمداً لله تعالى أن الألمان لا يعرفون العربية .. ولو كانوا يعرفونها لصرنا مضحكة خط الدانوب كله!

Tuesday, July 17, 2007

الثانوية الكالحة .. ووجهنا القبيح

لتتهمونني بالسذاجة ، أو بقلة الفهم ، أو بـ"الرومانسيكية" الزائدة عن المسموح والطيبة التي تفضي إلى العبط ، لكنني لا أفهم سر هذا الهوس الضخم الذي صاحب اليومين السابقين بخصوص المسماة الثانوية العامة..

أعتقد أن أي شخص من خارج بلادنا العجيبة سيصاب بحالة من الاستغراب عندما يرى الصحف القومية تخصص مانشيتاتها الرئيسية - أكرر : مانشيتاتها الرئيسية -لأخبار نتائج الثانوية العامة ، سيتطور استغرابه إلى ذهول عندما يرى أولياء الأمور في أنصاص الليالي متزاحمين على مقاهي النت التي تعرض خدمة النتيجة ، وسيتضاعف ذهوله عندما يفتح التليفزيون اليوم ، وسيصل لقمته عندما يخبره أي دارٍ بالشئون المصرية أن الثانوية العامة هي مجرد شهادة عامة كأي من مثيلاتها في العالم المتقدم والمتخلف على السواء!

عشرات المواقع تعرض خدماتها ، بمن فيها موقع وزارة التربية والتعليم نفسه ، في توصيل النتائج للمتلهفين عليها قبل الموعد المقرر لها.. أضف لذلك سباق الهمبكة المعتاد بين الحزب الوطني والآخرين على تقديم هذه الخدمة الجليلة..وربما يصل الأمر كما علمت للبحث عن "وسايط" لمعرفة النتيجة!

مبدأ الاستغلال الملعون الوغد يفرض نفسه ، حالة التوتر التي يصل إليها أولياء الأمور والطلبة تصل لذروتها يوم النتيجة فنجد ألف من يستغلها ويضاعفها وينفخ فيها لتحقيق مزيد من المال والمكاسب السياسية والدعائية..

كل هذا الاستغلال على حقارته نقطة في بحر استغلال الميديا ، فالصحافة أصبحت لعبتها الثانوية العامة خصوصاً الصحافة الحكومية ، ملاحق طوال العام ، وتوقعات مرئية ومسموعة ومشمومة ، ومانشيتات حمراء كبيرة زاعقة ، وتركيز مبالغ فيه على الأوائل والدرجات والمجاميع والتنسيق (اللي بقى "إلكتروني"-مسخرة!)..

كان الرعب في الشارع من الثانوية العامة قيراطاً ، فتحول إلى عشرة فدادين ، وأصبحت تلك الشهادة شيئاً لا يفوقه - مباشرة- إلا يوم القيامة الذي بعده خلود بلا موت ، خاصة بعد "بَروَزة" المجاميع العالية ومجاميع التنسيق ، والتي أصبح بعدها من يحصل على 95% "على باب الله" ولا يستطيع دخول كلية ، تخيلوا تأثير ذلك على أولياء الأمور والطلاب المتأثرين - أصلاً- بحسابات مجتمعية معقدة كانت تحتاج ليد الميديا والمسئولين لتساهم في تغييرها وإصلاحها..

الرعب لا يخضع يا سادة لقوانين نيوتن ، فلكل رعب رد رعب مساوي له في الاتجاه مضاعف له في المقدار، سيتضاعف الرعب من الثانوية العامة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه إلى ما هو أبعد من الإغماء وحالات الانتحار والغش الجماعي واستخدام الوسائل غير المشروعة لاجتيازه وتخطيه..

صدقوني .. سيمصمص "الأشقاء" - وغير "الأشقاء" - الشفاة على ما آل إليه حال المجتمع المصري التي تقيمه شهادة وتقعده ، وعندما تسنح الفرصة يستغل (وربما -جداً- ينهش) بعض أفراده البعض الآخر.. ستصير الثانوية الكالحة اللبانة الجديدة التي تلوكها ألسنة أخرى في العالم العربي بعد فتيات الليل (رغم تواجد الدعارة بكل أنحاء البسيطة) وإحصائيات "المركز القومي للبحوث" (المشكوك في صحتها).. وربما تخرج نكت جديدة علينا كمصريين محورها تلك الشهادة!

متى يعرف من ينفخ في نار الثانوية العامة بهذه الطريقة أنها لن تحرقه وحده؟

متى نفيق؟

Sunday, June 03, 2007

الثانوية "السرية" و"تصييح" الصحفيين!

مخازن سرية وإجراءات أمنية صارمة..أسئلة الثانوية وصلت المحافظات في سيارات الشرطة..لجان خاصة لـ 356 طالباً بالسجون والمستشفيات..خطابات ندب لـ 120 ألف مراقب وملاحظ ومصحح..

تسلم أمس مندوبو مراكز التوزيع بالمحافظات أسئلة امتحانات الثانوية العامة من المطبعة السرية التابعة للإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتعليم وسط إجراءات أمنية مشددة وفي حراسة سيارات الشرطة..وتم تخزين الأسئلة في خزائن حديدية محكمة الإغلاق يتم فتحها صباح يوم الامتحان 9 يونيه الحالي لإعادة توزيعها علي رؤساء اللجان بالمحافظات..

تولي عملية طبع وتظريف الأسئلة 20 موظفاً فقط من العاملين بالمطبعة تم انتقاؤهم بعناية فائقة من بين الحاصلين علي مؤهلات عليا وخضعوا لمراجعات أمنية شديدة علي مدي الشهور الماضية..

ما سبق هو خبر منقول عن جريدة الوسط عن "الجمهورية" ، أهديه شخصياً لمن كانوا يعترضون على اقتحام الشرطة لمدرسة تجريبية لمنع واقعة غش واصفين التصرف بأنه "استغلال مفرط للقوة"!

لا شك أن أي عمل من شأنه الحد من ظاهرة الغش الجماعي مطلوب ، لكن انظروا إلى الطريقة التي نشر بها وكتب بها هذا الخبر العجيب عن الثانوية العامة الحربية ، والتي قد يستعان بها بمراقبين من الأمم المتحدة ربما ، خاصةً بعد الفضيحة أم جلاجل التي كشفت عنها الدستور وكتب العبد لله عنها هنا قبل عام في تدوينة "يا صفايح الزبدة اللايحة"..

في البرمجة الحديثة يهم المبرمج أن ترى كمستخدم النتيجة دون الدخول لطريقة عمل البرنامج ، والناس يهمها أن ترى صرامة في وجه الغش دون أن تتحول اللجنة إلى ثكنة عسكرية ، ودون أن تشنف عيونها بمعرفة كل كبيرة وصغيرة عن الإجراءات السرية والخزينة السرية والمراقبين السريين والنتيجة السرية..ولا عن المتابعة الشخصية لفخامة الرابسو لكل كبيرة وصغيرة فيما يخص الحدث المرتقب الذي ستتابعه فيما يبدو كل وكالات الأنباء!

قد يرى البعض أن تلك الصياغات العجيبة هي خدمات يقدمها السادة الصحفيون الأكارم لوزير التعليم ، وبرأيي أنه لو عمل الوزير وغير الوزير في صمت بشكل حقيقي وبلا ضجة فلن يحتاج لخدمات البهوات الصحفيين .. الدببة الذين يقتلون أصحابهم بالتخصص!

Thursday, May 31, 2007

أم المعارك

قد تكون كرة القدم هي أشرف الحروب كما يراها أستاذنا الدكتور ياسر ثابت في سلسلة تدويناته الرائعة عن كأس العالم والتي نشرها قبل حوالي العام ، لكن كرة القدم ليست الحرب الوحيدة في حياتنا التي نخوضها بلا سلاح.. الامتحانات على سبيل المثال..

كل امتحان صار حالة رعب ، أياً كانت درجة أهمية الامتحان من عدمها..

رعب يبدأ مع أول امتحان يخوضه الشخص في حياته ، ويعلم الله وحده متى تكون المرة الأخيرة ..

رعب يصنعه الناس كرد فعل لضغط النظام التعليمي.. ويعرف من بلغ التاسعة والعشرين من العمر جيداً شعور من تنتظره المقصلة في نهاية كل مرحلة ثانوية ، فقانون العار الشهير بدمج السنتين في المرحلة الابتدائية تحول إلى فضيحة تشبه ما نشاهده في الأفلام ، يجب على أساسها من وجهة نظر النظام التعليمي الخنفشاري أن "نتاوي" الطلبة لكي نغسل العار بالرابسو بما أن الرائحة فاحت واكتشف العباقرة أن عدد طلاب الدفعة المزدوجة ينوء بحمله أي نظام جامعي وأي سوق عمل ..

رعب يصل إلى قمته في الثانوية الغامة التي ستبدأ امتحاناتها خلال أيام من كتابة هذه السطور..

ولا رعب في حياة الطالب المصري يعادل رعب الثانوية العامة ، فهو لا يبدأ قبل الامتحان ببضعة أيام بل يبدأ قبل بداية العام ، فالهدف ببساطة هو الوصول لكليات القمة و"برستيجها" ورونقها ، حتى لو أدت بالطالب إلى مصير مجهول بعد التخرج ، ولأن المجاميع ترتفع باستمرار فيجب أن يكون الهدف هو أن يتخطى الطالب حاجز المائة بالمائة (عملاً بعبارة لأحمد أمين ما معناها أنك عندما تنوي السباحة لمائة كيلومتر تستطيع الوصول لستين كيلومتر بلا تعب ، بينما لو خططت للسباحة لخمسين كيلومتراً ستتعب بعد الكيلومتر العاشر) ، فكليات القمة لا تنتظر ، والأقارب والغرباء لا يرحمون.. المجموع هو مقياس التفوق لدى النظام التعليمي ولدى المجتمع .. وطالب كليات القمة بريمو وما عداه فهو ترسو (وعلى رأي استعراض في فيلم إسماعيل يس في حديقة الحيوان : امشي يا ترسو امشي!)..

يجب أن تحفظ ، يجب أن "تمحط" ، يجب أن تواظب على حضور الدروس ، يجب أن تجري وتلهث بلا توقف ، فأنت أمام مهمة قومية، ولا تعرف كم أنفق أهلك حتى تصل إلى باب الكلية ، وغاية مناهم أن تحرز ترتيباً على الجمهورية ، كي تقابل الرابسو وتسافر أوروبا على حساب جريدة الجمهورية..

عندما يقترن التعليم المصري بتلك الكمية الرهيبة من الشد العصبي فإن النتيجة الطبيعية ستكون حتماً طلاباً يفرطون في التوتر ، فيصبحون أعضاءاً في أندية الضغط والسكر ، أو طلاباً مفرطين في اللامبالاة يضربون الدنيا بالأحذية القديمة ..

هناك حقائق كان يجب على النظام التعليمي وعلى المجتمع إدراكها قبل أن تتحول الثانوية العامة لحرب وسيرك ومهرجان إعلامي ودعائي سمج يثير سخرية شعوب الأرض من مصر والمصريين..

أولى تلك الحقائق أن هذا تعليم وليس حرباً ، على الطالب أن يتعلم ، وأن يدرك أن الامتحان مقياس لمدى تعلمه واستيعابه ..

وثانيها أن الجدية مطلوبة ولكن بكمية معتدلة ، فلن ينفعك رابسو إذا ارتفع ضغط دمك (مثلما الحال معي تقريباً) ولن ينفعك أحد إذا فشلت .. اعمل اللي عليك والباقي على ربنا..

وثالثها أن الحياة العملية هي الهدف ، ومن أجل النجاح فيها عليك استغلال ما تعلمته في المدرسة والكلية وتقوية ملاحظتك وتنمية مداركك..

ورابعها أنه وقت أن كانت الأمور طبيعية في الأمس البعيد كان المتفوق متفوقاً بحق وحقيق ، وكان من أوائل الثانوية على مستوى البلاد شخصيات أسهمت في صناعة تراث هذا البلد الفكري والعلمي ، أما بعد أن أصبحت حرب البسوس لم يسمع أحد عن أي متفوق في الثانوية العامة خلال الربع قرن الأخير .. وأتحدى!

وخامسها أن لكل كلية أهميتها لأنها بوابة لقطاع ما في سوق العمل ، وأننا نتعامل مع كل المهن الموجودة في حياتنا بشكل مباشر بمن فيها "السباك" الذي يعتبره فضيلة المفتي ووزير الأوقاف شتيمة!

هلا انتبهنا كأفراد وانتبه النظام التعليمي وانتبهت الميديا لكل ما سبق قبل أن تصبح الثانوية العامة منافساً لحوادث الطرق و (س.ح.م) في قتل المصريين؟