Wednesday, January 17, 2007

هزار الحكومة

شر البلية ما يضحك..

بما أننا على أبواب موسم الكادر الخاص ، كل عام أنتم جميعاً بخير ، كان لزاماً على الوزارة الرشيدة أن تجمع البيانات عمن يستحقون الكادر الخاص من عدمه .. كل مدرسة تسجل بيانات العاملين فيها بدءاً من مدير المدرسة وحتى أصغر فراش ، وهكذا تجمع البيانات على مستوى الإدارات فالمديريات فالقطر كله..

كلام جميييل ، كلام معقول .. مقدرش أقول حاجة عنه .. إلا أنني لا أتردد في تحسس مسدسي (إن وجد) عندما يستخدم البيروقراط التكنولوجيا!

بحكم عملي المؤقت ذهبت لملء تلك الاستمارات في خدمة لصاحب المكتب الذي أعمل به .. ولفت نظري -قبل كل شيء- الشعارات الجدارية التطويرية على جدران المدرسة من الخارج من عينة "مدرستي نظيفة متطورة ...الخ" ، ومن ضمن ما كتب عبارة "لا تلقوا القمامة أمام المدرسة" .. وتحتها كومة من القمامة يبدو أنها ملقاة في تحدٍ سافر للعبارة ولمن كتبها..

التقيل جاي ورا..

أولاً.. قاعدة البيانات ، ولله الحمد ، مصممة ببرنامج access.. أي شخص مهما بلغت قلة خبرته بالكمبيوتر يعرف أن هذا البرنامج شديد الضعف فيما يتعلق بقواعد البيانات الضخمة (15 ألف شخص على الأقل في الإدارة وحدها.. تخيلوا على مستوى المديرية على الأقل)..

ثانياً .. تصميم البرنامج نفسه مثير للغضب ..رسائل الخطأ تظهر على الفاضي والمليان .. لا تعرف أي نوع من البيانات مطلوب في كل خانة .. هل رأيتم سوفتويراً مصمماً فيما يبدو لإصابة كل من يعمل عليه بالانهيار العصبي؟

ثالثاً وهو الأغرب : العديد من البيانات في الاستمارات الورقية نفسها غير موجود .. والمفترض أن إدارة شئون العاملين والتي تجمع البيانات ومعهم الموظفين والعمال أصحاب تلك البيانات على الحد الأدنى من الوعي بأهميتها ، وبأهمية وجود قاعدة بيانات إلكترونية..لكن فيما يبدو أن الجميع يتعامل بلامبالاة مع الوضع ، كما تم التعامل بكل لامبالاة مع موضوع بيانات الطلبة في الحكومة الإلكترونية ، والتي تم تخزينها على شبه برنامج كمبيوتر مشابه تماماً للعاهة الذي عملت عليه!

قِس على ذلك رؤية الوزارة الرابسوماتيكية للعملية التعليمية والمشاركة المجتمعية وضرورة إلمام المدرسة الحديثة بالمتغيرات "العالمية" وإحداث حالة من المشاركة المجتمعية (إلى آخر الرطانة المترجمة بركاكة فائقة من كتب الإدارة الأجنبية).. هذه الرؤية تتطلب إجراء العديد من البحوث والدراسات ، وطريقة عمل الدراسات المذكورة سهلة جداً ولا تتطلب أي مجهود ، فقط كوبي وبيست من النت وكبر دماغك!

بالبلدي : فيه ناس مش واخدة المواضيع دي كلها جد.. من المدرسة النظيفة للسوفتوير للداتا بيس..

من الذي يمزح إذن؟ هل سيادة الوزير المحترم وإخوته الأكارم واضعي السياسات والشعارات أم من يطبقونها من صغار الموظفين في المدارس وغير المدارس أم الاثنان معاً؟.. وهل يمزح أولئك مع بعضهم البعض أم معنا؟

والسؤال الأهم : كيف يتصور كل هؤلاء أن نشارك في العملية التعليمية والعملية السياسية والعملية في النملية إذا كان من يطالبوننا بذلك يفتقدون للجدية؟

أطالب هؤلاء المازحين بمشاهدة برنامج "إديني عقلك" .. ليصدق أن "أرواح الناس بقت في مناخيرها" .. ولم تعد تطِق الهزار السمج .. حتى ولو جاء من الحكومة .. كبارها وصغارها أيضاً!

Wednesday, January 10, 2007

خارج المقرر!

تذكرون التصريح الشهير "كل أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية".. كلامي سيكون عن لعبة أخرى.. التعليم الذي تحول في بلادنا إلى لعبة يكسب منها الجميع إلا من يدخل النظام التعليمي ويخرج منه!

يفترض أن تكون كل أوراق اللعبة ضمن المقرر الدراسي ، بما أن الرابسوماتيكيون يقولون أن امتحان نهاية العام "لهذا العام" جاء من كتاب الوزارة ، وكأن هناك أعواماً تفرض فيه الأحوال الجوية - مثلاً - على الوزارة بأن تأتي بامتحانات من خارج المقرر!

وقد شهدت السنوات الأخيرة جهوداً لتقليص احتكار كتاب الوزارة لكل أوراق اللعبة ، حيث أصدرت الوزارة لافوض فوها ما يعرف بـ"نماذج الوزارة" .. التي تعد كتاباً خارجياً "كدة وكدة" .. وذلك بعد أن لاحظت الوزارة - اسم الله عليها - أن الأهالي عزفوا عن كتب الوزارة المدعومة حكومياً وأقبلوا على الكتب الخارجية (دون أن يكلف الرابسوماتيك خواطرهم بمحاولة استكشاف سبب ذلك العزوف)..

فشلت العقلية الرابسوماتيكية - من إمتى كانت نجحت في حاجة؟ - في معالجة أزمة الكتب الخارجية ، فاكتفت بالحل الوسط في بعض الفترات ألا وهو إعطائها ترخيصاً ، وصار لدينا والحمد لله تعالى "الكتاب الخارجي المرخص" ، والترخيص ورقمه "ملطوعان" على "قفا الكتاب"- الغلاف الخلفي يعني ، وعلى أقفيتنا جميعاً بالتبعية!

صار الكتاب الخارجي (الكتاب المدرسي + سر الصنعة) هو لب اللعبة ، هو مصدر مذكرات المدرسين (قبل كتاب الوزارة) بنظام نقل المسطرة ، ومصدر الملاحق التعليمية التي صارت سبوبة وأكل عيش ، وربما البرامج التعليمية التليفزيونية .. ولا أستبعد أن يكون امتحان نهاية العام مأخوذاً منها بتصرف..

الظريف في الموضوع أن تلك الكتب الخارجية تحتوي على سرد معاد ومكرر لامتحانات السنوات السابقة .. وبالتالي يستطيع أي شخص معه تلك الامتحانات ، في وجود ظروف معينة ، أن يخرج علينا بكراسة مراجعة نهائية تجنن ، مستوحاة من تلك الامتحانات ، هوة حد واخد باله؟

نصيحتي الوحيدة لكل من يريد تخطي الامتحان أن يشتري الكتاب الخارجي ويريح دماغه من المدرسين وربما من الوزارة ..فالكتب الخارجية صارت بمقتضى الرخصة "ميري" ولم تعد ممنوعة كالمخدرات..وأن يقابل كل الخزعبلات التي يحلو للرابسوماتيك وبطانتهم ترديدها عن تطوير المناهج والتعليم بابتسامة صفراء كرمل الصحراء..مكتفياً بأخذ هؤلاء على قدر عقولهم وإشعارهم بأن كل أوراق اللعبة لا تزال في أيديهم .. موقناً بأن كل أوراق الكوتشينة لا تزال في أيديهم بينما يلعبون هم الطاولة!