Wednesday, July 26, 2006

جلا جلا!

المعجزات كترت في البلد اليومين دول ، معجزات على طريقة رشدي أباظة في الفيلم السمج "الرجل الثاني"..لكن موديل هذا العام ، أخذاً بعين الاعتبار الطريقة التي يتطور بها الاستعباط في مصر ..

من ضمن معجزات هذا البلد العجيب ، أنك تجيب في امتحان لتكتشف أن أوراقك "تم بدلها" مع أوراق آخرين ، أو تم نزع بعض الصفحات المملوءة بالإجابات من ورقة إجابتك .. ليس طبعاً من أجل عمل قراطيس الطعمية ، فأفضل أنواع القراطيس هي تلك التي تصنع من أوراق نظيفة وخالية تماماً من الكتابة.. لكن لغرض "ما"!

نبدأ من موقع "المصريون".. والذي نشر اكتشاف أكثر من عشرة طلاب ممن تقدموا بتظلمات إلى كنترولات الوزارة أن أوراق إجابتهم تم استبدالها بأوراق أخرى؛ وعلى رأسهم الطالب محمد صلاح محمد بالمرحلة الثانية، الذي حصل هذا العام على مجموع إجمالي في جميع المواد 34 درجة رغم حصوله في العام الماضي على 202 درجة من 205.. وسبق بحسب الموقع أنه اكتشف تبديلاً في سبع عشرة كراسة إجابة!

كابوس البدل وعرفناه ، أما الكابوس "الآخر"- وهو كابوس على حق - فقد اتفقت عليه جريدتا الدستور والمصري اليوم ، وإذا كان البعض يتشكك عندما تنشر الدستور صاحبة العِداء العريض والصريح مع النظام ، فإن المصري اليوم قد نشرته اليوم 26 يولية 2006 ، وعندما تنشر جريدة يومية كبيرة وذات سمعة مهنية ممتازة شيئاً كهذا فإن لديها عليه بدلاً من الدليل اثنين وثلاثة فضلاً عن معلومات مؤكدة وموثقة ..

فبحسب المصري اليوم ، اكتشف عدد من الطلاب أن أوراقاً كاملة من كراسات إجابتهم تم انتزاعها ..إلى مدى تصفه العبارات المنقولة حرفياً من المصري اليوم :

وقال أحمد محمد فوزي «طالب بالمرحلة الثانية» ويحمل رقم جلوس ٢٢٤١٣٢: إنه أثناء إطلاعه علي ورقة الإجابة الخاصة بمادة الفيزياء، وجد أن ٥ ورقات تحتوي علي إجابات الأسئلة الخمسة الأولي غير موجودة.


أمر طبيعي طبقاً لمتن الخبر أن يجد الطالب نفسه مواجهاً بدور ثان في مادة الفيزياء.. بعد أن كان من المتوقع أن ينافس على مقعد بين الأوائل في ثانوية هذا العام!

طبعاً أرسلت جمعية "الحق في التعليم" إيميلات للسيد الأستاذ الدكتور الوزير ، والذي تعامل معها بالمبدأ الذي أبى على نفسه ألا يتبعه : مبدأ الطناش التام أو الموت الزؤام.. رغم أنه حتى مع وزراء أسوأ يذهب الوزير لوسائل الإعلام ويدلي بتصريحات نارية ويحيل المتسببين للتحقيق (حتى ولو كان على ورق سلوفان)وهذا ما لم يحدث..

في المجتمعات التي يحكمها الجهل ، ينسب كل ما هو غامض للسحر والعفاريت ، ولكن عندما يبتعد الجهل عن الصورة ، تكتشف "مسببات أخرى" لتلك الألعاب السحرية العجيبة التي لا تحدث إلا في بلادنا فقط.. نحن ندفع ثمن خدمة التعليم من أموال الضرائب.. ولا أعتقد أن فاتورة الخدمة تضم في مفرداتها "العروض السحرية" التي يقدمها لنا بيروقراط الوزارة من حين لآخر!

Friday, July 21, 2006

الشكر للمحسنات.. من أسعد الأيتام!

كثير من "الطقوس" ذات "الدلالة الرمزية" المتغلغلة في صميم الوجدان الشعبي الجمعي الاردوازي المنبثق انبثاقاً تاماً من المش عارف إيه صارت ضحكاً على الذقون ، مثل نصف الكلمات في الجملة الأولى من هذه التدوينة! ومن بينها الطقوس الختامية السنوية لمسرحية الثانوية..

من بين تلك الطقوس الغبية اللقاء "الأبوي" بين السيد الرابسو وأوائل الثانوية العامة ، والذي يقدم فيه الأوائل فقرة "الشكر للمحسنات من أسعد الأيتام" لصاحب الفقاقيع اللوذعي ، شاكرين إياه على التعليم المطور ، وكتاب الوزارة الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة في المنهج ، والمعلمين الشرفاء الذين يؤدون واجبهم الوطني في ظروف تفوق الوضع اللبناني المأساوي سوءاً ، مقسمين بأغلظ الأيمان أنهم لم يعتمدوا على درس خصوصي قط ، مكتفين بكتاب الوزارة ، ونماذج الوزارة ، وملحق الجمهورية ، ذات الدور الهام في القضاء على مافيا الدروس الخصوصية* ، وذلك قبل السفر في الرحلة السنوية لأوروبا على حساب الجريدة القومية العجوز!

بحسب الدستور، نقلاً عن المساء ، قرر الطلبة هذه المرة كسر التقليد ، ففقرة "الشكر للمحسنات من أسعد الأيتام" صارت مبتذلة ومقرفة ، فلا الطلبة أيتام ، فلهم أولياء أمور عاشوا المأساة من أولها لآخرها.. من الأداء المهترئ للمدارس ، لكتب الوزارة المحشوة قطن والتي تستشعر أنه تم تنجيدها لا تأليفها ، إلى مافيا الدروس الخصوصية ، تحت ضغط الإعلام الذي يزين كليات القمة بحيث أنها الهدف الرئيسي من التعليم .. ولا أعرف بعد أن تاب الله علي من التعليم وسنينه السودة منذ سبع سنوات على أي أساس تسمى كليات القمة بهذا الاسم.. ولا رابسو يتفضل على الشعب بإدارة التربية والتعليم ، الوزير أولاً وأخيراً يكلف بذلك من رئيس الدولة ويعمل وفق أجندة معينة يضع سياسته على أساسها ويحاسب عليها أمام مجلس الشعب (إن وجد)..

الدستور في بداية تقريرها القصير ذكرت أن انتقاد الأوائل للوزارة وسياساتها هو سابقة تحدث للمرة الأولى منذ سنوات ، إلا أن الشارع مما يتداوله يرى أن ذلك يحدث كل مرة ، وأن الوزير وإعلامه يتعمدان التعتيم على أي انتقاد ، فبأي حق ينقد ، أو ينتقد أي مخلوق يعيش تحت سماء مصرية التعليم المصري في وجود من يعتقد ، ومن يكرس ، لفكرة أن الشعب المصري هم مجموعة من الأيتام تقوم الحكومة بكفالتهم والإحسان عليهم.. سواء أكان هؤلاء المعتقدون من داخل الحزب الوطني البيروقراطي أو من خارجه؟

إذن ليتفرغ الدكتور الذي أمعن موقع الوزارة في سرد سيرته الذاتية لتقويتها ، ولشغل أوقات فراغه كما فعل سابقوه بتأليف الكتب .. فوقته أغلى من أن يشغله .. الأيتام

*ملحوظة : هل هناك تفسير للإعلانات التي كانت موجودة في عدة أماكن في المنصورة عليها لمراجعة ما قبل الامتحان في اللغة العربية ، عليها اسم مدرس ، معه رقم المحمول ، وعبارة تفيد بأنه معد اللغة العربية بملحق الجمهورية التعليمي؟

Tuesday, July 18, 2006

في رحاب الرابسو

نبقى في هذه التدوينة في رحاب تهييسات رابسو ومن معه ، والهراءات التي يضحكون بها على الشعب المصري..

كيف أعرف كدافع ضرائب إن كان النظام التعليمي المصري قد نجح في تحقيق أهدافه أم لا؟ خصوصاً أنه في فترة مقبورة من تاريخ التعليم المصري كانت تلك الأهداف المكتوبة بصيغة حنجورية "تلطع" على الغلاف الخلفي الخارجي للكتب المدرسية ، المطبوعة بأموال دافعي الضرائب؟

ولأنها العقلية اللي جايبانا لورا عشرات الأميال في كل ثانية ، تفتق ذهن الرابسوات عن أساس يضحكون به على الشارع وصانع القرار ، بقين حمضانين نعبي بيهم الليلة ، ومحدش كالعادة حيسأل ورانا : ارتفاع متوسطات النجاح في الثانوية العامة!.. طالما أن الكل ينجح في الثانوية العامة بمجاميع مرتفعة فإن كل الأمور تسير على ما يرام وحسب الخطة الموضوعة.. ولا مانع من ترصيع تهييستنا تلك ببعض العبارات الحنجورية الرصينة ، عن التعليم والبحث والتطوير المستمر والرأي العام الداعم..

تشعر كمواطن مصري أن الثانوية العامة هي التصفيات المؤهلة لكأس العالم ، وبأن هناك منافسة حامية ومسعورة (إن عضت الخاسرين فيها سيتلقون إحدى وعشرين حقنة على أغلب الأقوال)بين مصر وجيران مصر .. ويجب أن يكون لدينا أعلى مجاميع ثانوية عامة في العالم حتى نستطيع المنافسة في ظل اتفاقية الجات ، والماجاتش ، وبالتالي فإن أوائل الثانويين هم أبطال مصر وذخيرتها .. "لم نسمع منذ العام 1987 عن شخص نجح أو برز في مجال من أوائل الثانوية العامة حتى الآن.. الكلام بحسب صحيفة حكومية مصرية على ما أذكر ، محدش جاب سيرة ما قبل 1987!"

ماشي .. لنمسك الخيط لآخره.. لماذا ارتفعت مجاميع الثانوية العامة بهذه الطريقة يا حلوين؟ ، وهل ارتفاع تلك المجاميع مؤشر على تقدم التعليم في مصر كما تـ(...)ـون في عقولنا؟

الإجابة رأيتها في مذكرة عربي وقعت في يدي مؤخراً ، لمدرس خصوصي شهير في مدينتنا ، صاحبنا بيعمل مذكرات القراءة ، بيفصص النص بتاع الموضوع في أسئلة وبيحطها زي ما هية ، وطبعاً تلات أربع صفحات "تسميع" للموضوع.. ما هو لازم الشعب يحفظ!

واللي بيعمله قسم تاني حارسه وصاينه هوة اللي بيتعمل في المدرسة وفي الدروس بشكل متفاوت.. ودة معناه إن النظام الفاشل فشل في إيقاف سيطرة الحفظ والصم على العملية التعليمية على مدى سنوات .. ولا يبدو في الأفق أنه سينجح في ذلك لسبب بسيط .. أنه لا يحرك ساكناً في مواجهة الحفظ أو الصم ، أو "مافيا" الدروس الخصوصية التي أسهم هو في صنعها وسن هو أسنانها..

إيه يعني الكتب كبرت وقلوظت واتحسنت طباعتها؟ .. إيه يعني اتعملت لجان لتطويرها إن كانت اتطورت أصلاً؟.. عملت إيه لتطوير أداء المدرس؟ ولا فالح بس تشتريه بكادر خاص يحل له مشكلة الفكة طالما بيجمع المجمد كله من فلوس الأهالي؟

سياسة الحفظ والصم تثمر إذن ، فالامتحانات التي يزعم واضعهوها كذباً وبهتاناً أنها تختبر الفهم كلها تسير في اتجاه الحفظ والصم والتطويل والضغط على أعصاب الطلاب (حتى وإن زعم الواضعون أن الأسئلة الصعبة تختبر الفهم).. فنماذج الامتحانات أيا كانت الشكوى من صعوبتها هي هي ، لم تتغير ، وبالتالي فهي كتاب مفتوح للمدرس الخصوصي ، وكل ما يطلبه من الطالب هو "الصم" و التدريب على "مهارات الامتحان" .. وطالما ارتفع مستوى الصم ارتفعت المجاميع..

إذن .. من ينظر لكون ارتفاع متوسطات المجاميع في الثانوية العامة هو معيار نجاح التعليم في مصر يضحك عليك ، ويستحق منك إفراغ كل الماء الذي في فمك في وجهه مباشرة .. حتى يرتدع ويعرف أن الله هو الحق المبين..

آخر نكتة : وزير التعليم يعتزم عمل مؤتمر لتطوير التعليم الثانوي..يستنير فيه بآراء الخبراء وآراء "الرأي العام الداعم".. لما نشوف سي رابسو حـ"يرغي" معاهم إزاي!

Sunday, July 16, 2006

لا تقربوا الصلاة!

يستشهد عادة بقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ(النساء 43)في قراءة الأشياء عموماً بسياق منتقص وعلى المزاج ، لأن الجهال عادة يقفون في قراءتهم بعد "لا تقربوا الصلاة".. لكن هذا الاستشهاد لا يعظ أحداً فيما يبدو..

هناك من يلح على ضرورة تحسين الأحوال المادية للمعلم ، وهو إلحاح على طريقة "لا تقربوا الصلاة".. فرفع مرتبات المعلمين لم يردعهم عن الدروس الخصوصية ، بل أن مجرد عقاب مدرس يعطي دروساً خصوصية يحصل منها ملايينه يثير وسط المدرسين حالة عارمة من الاستياء ، كما أن تحسين أحوال المعلم المادية "زي عدمه" إذا لم يقترن بتطوير أدائه هو ، وتوفير بيئة عمل حقيقية تتيح لهذا التطوير أن يؤتي ثماره

والأكثر إضحاكاً أن بعض هؤلاء الملحين اللحوحين الذين يسألون الحكومة إلحافاً يستشهدون ببيت شوقي : قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً.. وهو - للمفاجأة بالنسبة لي فقط - استشهاد على طريقة "لا تقربوا الصلاة".. فلو أنهم قرأوا الأبيات بكاملها .. والتي أدين بها للصحفي طارق الحميد في الشرق الأوسط في مقاله الرائع "من يستحق الرسوب":

وإذا المعلم ساء لحظة بصيرة

جاءت على يده البصائر حولا

وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى

ومن الغرور فسمه التضليلا

الاستشهاد ببيت شوقي الأول دون البيتين الأخيرين إذن هو استشهاد ينم عن فساد في الاستدلال بلغة القانون ، يمكن ربطه جيداً بمحتوى التدوينة السابقة "بص العصفورة"..استشهاد يفترض به الملحون من المؤسسة الرابسوية ومن خارجها أن المتلقي والسامع داقق عصفورة "حامل" فوق دماغه ولا يدقق في كثير مما يقولون..أمر هو محض هراء بالدرجة الأولى..

هم والجالس في المقر الرابسوي إذن لا يريدون طلاباً ولا رأياً عاماً قادراً على استخدام العضو الذي ميز به الخالق عز و جل البني آدم عن البني حيوان ، وإن ميزوا فيقرأون الآية الكريمة إلى "لا تقربوا الصلاة" ويقفون.. هم يريدون "سكارى" .. من الآخر!

Tuesday, July 11, 2006

بص العصفورة!

ما هي حكاية "العصفورة" في مصر؟ .. عندما نسخر من جهل شخص نقول عليه "داقق عصافير" ، وعندما نتحدث عن "المصادر المطلعة" نقول "العصفورة قالتلي" ، وأخيراً في الأفلام الكوميدية عندما نسخر من عبط بعض الناس يشاهدون في مشاهد الخناقات المكررة والمعادة في تلك الأفلام والبطل يقول لهم : "بصوا العصفورة"!

بيروقراط وزارة التربية والتعليم لم يتعظ بعد من دروس الماضي ، ويمضي في السخرية من عقولنا جميعاً لآخر الشارع!

في إحدى حلقات البيت بيتك ، وفي تصريحات أخرى يبرر البيروقراط صعوبة أسئلة الثانوية السامة بقولهم أن المدرس الخصوصي يمرن الطالب على نموذج معين من الامتحانات وإن جاء الامتحان مخالفاً له ظهرت الشكاوى!

كلام يفترض قائله البيروقراطي في السامع أنه يدق على رأسه عش عصافير بكافة مستلزماته!

وستعرف وبنفسك من الذي يدق العصافير على رأسه ، عندما أذكر بأن واضعي الدروس الخصوصية يستشهدون في امتحاناتهم ، وأصحاب الكتب الخارجية في كتبهم ، بالامتحانات السابقة التي وضعتها الوزارة المصون ، ومن ثم فإن المدرس الخصوصي يمرن الطلبة على نماذج امتحانات الوزارة ، وليس على نماذج افتكسها من قعر جمجمته ، والغريب أن هناك توافق بين شكل امتحانات العام التالي وبين امتحانات السنوات السابقة التي حفظها الطلبة عن ظهر قلب ..

والشيء المشترك بين المدرس الخصوصي وانكشارية الوزارة هو أن الامتحان هو الغاية ، وليس مجرد وسيلة للحكم بها على تحصيل الطالب وفهمه للشيء أبداً..هذا للعلم..

تصريحاتكم مكررة يا فقاقيع الرابسو ، ومن الوقاحة أن تتعاملوا مع باقي الشعب المصري بمثقفيه وبسطائه على أنهم يدقون العصافير على رؤوسهم في الوقت الذي نرى فيه على رؤوسكم عدة بطحات تعشش فوقها .. عصفورة!

Tuesday, July 04, 2006

رابسو "السابق".. يعظ!

من المعروف أن الشعب المصري شعب مولع بالفكاهة والضحك ، وإن لم يجد شيئاً يضحك عليه تسبب بعض أفراده من أولي الطول بتصرفاتهم في حالة من الضحك العارم .. ولولا "أشياء كثيرة" لكان متوسط عمر المواطن المصري قريباً من متوسط عمر نظيره الياباني .. فالياباني لا يعيش في سيرك متواصل لمدة 24 ساعة به شخصيات مضحكة وبه رابسوهات كما في مصر!

فبعد نكتة "جزمة" طلعت السادات وعز ، خرج علينا الدكتور فتحي سرور ، والذي جلس لسنوات على الكرسي الرابسوي ، تحت شعار "تنظيف" .. عفواً .. "تطوير" (يا سيدي ما هو كله برتقال) بتصريح عجيب عن آلاء التي تناول عدد من المدونين الزملاء ومعهم العبد الفقير لعفو العلي الكبير قصتها.. قال لا فض فوه وانتحر في الثانوية حاسدوه في تصريح نشرته "الأسبوع" : أنه لو كان وزيراً للتعليم لفصل المدير الذي عاقب آلاء!

عندما قرأت التصريح الذي لم تنشره جريدة أخرى عدا "الأسبوع" ضحكت في نفسي ..ولي ولكل من يضحك الحق تماماً في الضحك!

الدكتور فتحي سرور يتحدث "الآن" عن التعليم ، وبكل فخر ، كما لو كانت تجربته لا سمح الله في وزارة التربية والتعليم حافلة بالإنجازات التي لا يراها بعض الناس (تعداد سكان العالم باستثنائه) .. لم ينس الشارع له فشله في مواجهة الغش الجماعي حتى أصبح معتاداً (تناولتها في تدوينات سابقة) ، وبدعة وضلالة الدفعة المزدوجة التي كانت وبالاً على مصر بكل المقاييس (وأتحدى من يقول غير ذلك) .. وبدا واحداً من أسوأ من جلس على الكرسي في الربع قرن الأخير..

شيء آخر ، كلنا نعرف حوار الدكتور فتحي سرور مع عمرو أديب ، والذي نشرت "المصري اليوم" نصه مقصوصاً ومشذباً وكيف كان الدكتور مراوغاً في الإجابة عن أسئلة أديب ، وبرأيي أن الدكتور فتحي ليس بهذه الديمقراطية .. وأعتقد أنه لو كان هو الوزير ، في ضوء فترته ناصعة السواد في تاريخ التعليم المصري وتاريخ مصر ، لاستقبل مدير مدرسة آلاء ، بل ولولا الملامة لفصل رأس آلاء عن باقي جسدها!

يبقى أن الأسبوع هي الصحيفة الوحيدة التي رأيت بها هذا التصريح .. في تجنيد الجريدة المعارضة الناصرية المحترمة لأقلامها في مدح ونفاق الدكتور فتحي سرور .. والإشادة بحنكته السياسية وربما التعليمية..

آخر الكلام : التصريح نفسه مقبول من أي شخص في العالم ، إلا فتحي سرور ، الذي يعرف ، ونعرف ، ماذا فعل بالتعليم في مصر ، ولو كان يوجد في مصر مجلس شعب حقيقي لحوسب على كل ما اقترف بحق التعليم في مصر بغض النظر عن موقعه في الحزب الوطني أو في رئاسة المجلس .. لكننا أكيد ..أكيد في مصر!