Monday, September 18, 2006

"جِلِّة" الأدب!

يعرف الملمون بتاريخ الفن المصري خلال القرن الماضي اسم لكاتب وناقد شهير راحل هو جليل البنداري ، والمعروف بحدة عباراته بل وبسلاطة لسانه إلى حد أسمته الراقصة والممثلة الشهيرة الراحلة تحية كاريوكا "جليل الأدب"!.. وربما يكون هذا الوصف الذي قد يطلق على الجيل الحالي - على سبيل السخرية - بعد أن قررت الوزارة حذف مادة "الأخلاق" من المقررات الدراسية..

لماذا كانت هذه المادة موجودة أصلاً؟

المادة كانت افتكاسة من رابسو سابق ، هذه الافتكاسة لم تنل حقها من النقاش والتفكير والعرض على وسائل الإعلام ، وتم تنفيذها على طريقة "الحق لازم يمشي" ..

أي مبرر يرضاه العقل والمنطق أن أحول الأخلاق لمادة دراسية وأن أختزلها في كتاب لا راح ولا جَه؟ أين يتعلم الطالب الأخلاق؟ في المدرسة أم في البيت أم في الشارع أم في الثلاثة مجتمعين؟

هل افترض بهذا الهراء أن يكون بديلاً لمقررات التربية الدينية؟.. هل بهذا العبط يمكن تطويق الحزازيات الطائفية في المجتمع المصري؟

أي رابسو في الأول والنهاية بيروقراط صاحب منصب ، يعتبر كل عطساته وسعالاته أوامر واجبة التنفيذ بلا نقاش ولا جدال ، ويعتبر أن مهمة الإعلام سواء أكان حكومياً أو غير حكومي تنحصر -فقط-في التنظير لتلك الافتكاسات التي لا قبلها ولا بعدها .. ولا تثير أي حالة للتفكير فيها لأن الشعب بكل مثقفيه ومتعلميه لا يعرف مصلحته .. وعليه كأي طفل شاطر أن يأكل الطبق الموضوع على الترابيزة بدون أن يسأل إذا كان لحم بط أم لحم كلاب!

الافتكاس بلا سبب أو مبرر أو حاجة مجتمعية واضحة - خاصةً من شخص يفترض به أنه مسئول عن جزء لا يتجزأ من حياة الناس ومستقبلهم - ودعوة الآخرين للسكوت عنه وعليه ، هو عين "جلة" الأدب.. هكذا أراه ، وهكذا يراه غيري ، وأسال رب العالمين أن يجعل الكل يراه بما فيه الجالسين على الكراسي الوثيرة وفي المكاتب المكيفة ولا شغل لهم ستوى "تستيف" المصطلحات الحنجورية الغبية بجانب بعضها عساها تكون جملة مفيدة لغوياً..

الحمد لله الذي هدى رابسو الحالي لإلغاء تدريس هذه المادة الهابلة ، والتي قد تصبح مسرحاً للدروس رغم أنها ليست مادة نجاح ورسوب فنقول فلان رايح ياخد درس في الأخلاق.. كما نبتهل إلى العلي القدير بأن ينزل على رابسو السابق عصير ليمونة ويهديه لزيارة المدارس التي رفض زيارتها في اليوم الأول بحجة أنها لا تصلح.. بما أن زيارة الرابسو عادة للمدارس بغرض التفقد وليس بغرض الفسحة ومشاهدة الماء والخضرة!

Thursday, September 14, 2006

أحسن من مفيش

النكتة اللي جاية دي .. جديدة..

لك أن تتخيل أن إدارة التربية الخاصة بوزارة التعليم ترى أن المعلمين المكفوفين الذين يقومون بالتدريس في مدارس النور والأمل للمكفوفين "غير أكفاء" للتدريس للمكفوفين .. وتقوم بترحيلهم لمدارس التعليم العام رغم السنوات الطوال التي أمضاها هؤلاء المعلمون مع أقرانهم ممن يشاركونهم نفس المعاناة..

والمؤسف هو الصيغة التي كتبت بها إدارة التربية الخاصة قرارها ، والتي وصفت طبقاً لمتن الخبر المنشور بالمصري اليوم هؤلاء المعلمين بأنهم "فشلة وعجزة وفاقدون للخبرات، التي لا يمكن اكتسابها إلا بنسبة ٧٥% من الإبصار، وأن وجودهم في المدرسة يؤدي إلي إرباك العملية التعليمية"!

طالما أن الوزارة ترى أن هؤلاء المعلمين الذين عينتهم هي قبل سنوات غير أكفاء .. فلماذا أبقت عليهم طوال هذه الفترة؟ .. ولماذا - بما أنهم طبقاً لللإدارة ومن ثم الوزارة قطيع من الفشلة - تريد إرسالهم إلى مدارس لم يتعودوا على العمل فيها من قبل ، وتفوق ظروف العمل فيها تلك في مدارس المكفوفين صعوبة بعشرات المرات؟

المضحك فعلاً أن الإدارة نفسها تستعين بمن وصفتهم بالفشلة والعجزة في قراءة أوراق امتحانات الطلبة المكفوفين بطريقة برايل!

كل هذا ورابسو لا يزال يؤكد على الكادر الخاص ، ويعلن عن تعاقده مع عشرات الآلاف من خريجي كلية الآداب والتربية للعمل كمدرسين .. وهذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أننا لا نفتري على الرجل الكذب ، وأن الوزارة في وجوده والحمد لله تتبع أحدث نظم الإدارة من عينة "أحسن من مفيش"، و"أبو بلاش كتر منه" ، و "وماله ياخويا وماله" ، كما لو كان على رأس الوزارة الدكتور شديد!


Wednesday, September 06, 2006

جت م الغريب .. ولا جتش منك!

التفكير ضرورة ، وليس أمراً ترفياً .. وستستشعر مدى ضروريته وأنت في منصب يحتم عليك تحليل المشاكل والبحث عن الحلول .. ونحن بحاجة لمناقشة كل فكرة أياً كانت درجة غرابتها وشططها ، فهذا أفضل بكثير من أن نستيقظ من نومنا لنجدها تحولت إلى قرارات مسلطة فوق رقابنا.. عملاً بمبدأ " القرارات المفروضة لا ترد ولا تستبدل"!

هناك فكرة نشرتها المصريون اليوم .. فكرة تستحق التفكير والعرض على العقل بحق .. جهد مشكور أياً كانت درجة توفيقه من عدمه ، جاء - وياللغرابة - من رئيس المجلس القومي للبحوث ، وليس من السيد وزير التعليم .. رغم أن كل رابسو يحلو له تصديعنا بأن لديه خطة ولديه تصور ولديه فلسفة ولديه مش عارف إيه .. وإن لم يقل ذلك صراحة يتبرع المطبلون والمهللون لإقناعنا بهذا الهراء..

صحيح أن هذا الاقتراح سيصيب عدداً ممن يرون مكتب التنسيق جزءاً من هويتنا القومية بالسكتة القلبية (اللهم آمين) .. لكنه قد يلقى قبولاً كبيراً من الطلبة أولياء الأمور الذين "طفحوا الدم" في الثانوية العامة ليحصلوا على 94% مثلاً ولا يدخلون الكلية التي يريدون فقط لأنه ظهرت مجاميع عبقرية في الثانوية العامة تتعدى المائة بالمائة!

أترك لكم الاقتراح .. اقرأوه جيداً وقولوا رأيكم .. ومن جانبي وحتى التدوينة القادمة سأترك رابسو يواظب على ورده اليومي من حضور مؤتمرات الشبل الصاعد ووعد المدرسين بالكادر الخاص..

بالمناسبة : عنوان التدوينة أغنية قديمة لمحمد الحلو..