Sunday, January 20, 2008

يا لا مركزية يا .. مشمش على ملوخية يا!

لن أتكلم باستفاضة عن السؤال إياه في امتحان بمحافظة المنوفية يطلب من التلاميذ الصغار كتابة تهنئة لمدرسهم المختار في إحدى أمانات الحزبوطني.. الموضوع قتل كلاماً .. هكذا أعتقد..

لن أتكلم باستفاضة عن تسييس التعليم وخطره على هذا البلد ، لن أتكلم باستفاضة عن الموقف الخذول والمقرف من جانب صحفيين ومو-ثا-قا-فين في مواجهة هذه الظاهرة في حين نراهم أسوداً هصورة وهم يطالبون بالمظاهرات ويتحدثون عن التعذيب والحراك السياسي.. هذه حقيقتهم ولست أحمقاً ولا مختلاً كي أنتظر منهم شيئاً..

لكني سأدخل من تلك المسخرة على مسخرة أكبر ، على إكليشيه المرحلة الذي سيتم اشتغالنا به من جانب الرابسوماتيك وقلاضيشهم في وسائل الإعلام .. الست لا مركزية.. خلصنا من الست بُلبُلة دخلنا على الست لا مركزية بنت أم لا مركزية..

واللامركزية على الطريقة المصرية ذات علاقة وثيقة بالبتنجان بالملوخية.. فهو "عادة ولا حيشتروها".. ففي فترة مقبورة سابقة من عهد التعليم في مصر كانت اشتغالة المرحلة اسمها "التعليم الأساسي" وطنطن من طنطن بها في حين لم نسمع منه كلاماً بنفس تون الصوت عن إعداد المعلمين للتعليم الأساسي ، أو إعداد المدرسة للتعليم الأساسي ، أو طلب ميزانيات للتعليم الأساسي.. تماماً كمن يريد السفر من القاهرة إلى أسوان ، ثم يكتشف عندما يغادر المنيا أنه نسي "تفويل" السيارة!

نفس السيد الموقر السابق ذكره ، والذي يجلس مكانه حالياً يرفعون شعار المرحلة الجديدة .. اللامركزية..

اللامركزية يا أصدقائي تعني أنه لا تترك كل الأمور في يد الوزارة ، وأن يكون لمديريات التعليم في المحافظات دور في إدارة العملية التعليمية دون اللجوء للوزارة في كل كبيرة وصغيرة.. كلام جميل ..وكلام معقول .. وكلام حق يراد به أحياناً كثيرة باطل سراح..

أستحلفكم بالله العلي العظيم.. هل من وضعوا هذا السؤال في المنوفية - وقد يضع أقرانهم مثله في الدقهلية أو بورسعيد أو أسوان - مؤهلون أصلاً لمهام اللامركزية ، أم هو نفس الفكر الأعرج سالف الذكر؟ هل من يفتح الباب للتسييس ويرتكب مثل هذا الخطأ الجسيم الفاضح قادر على الاعتماد على نفسه ، أو حتى فتح "إزازة بيبسي"؟ هل يعي هؤلاء خطورة ما حدث وما يمكن أن يترتب عليه؟.. أم أنه من الأفضل لمصلحة البلاد والعباد أن "نفضنا سيرة" من هذا الموال طالما أن البعض "أقل ضرراً" على غيره إذا عاش عيشة زملائه الموظفين العاديين واكتفى بانتظار الأوامر بدلاً من الفزلكة وشغل الحلبسة؟

على رأي اللمبي : اللي يحضر العفريت يصرفه .. الكلام واضح..