Monday, June 23, 2008

الصحافة السوية والموظفون السايكوبات

لماذا كانت كل هذه الهجمة الشرسة التي تصل في لغتها إلى مصاف الشرشحة من قبل صحف الحزبوطني على واضعي أسئلة امتحانات الثانوية الغامة؟ وصل الأمر من قبل بعض هؤلاء الصحفيين إلى وصف واضعي أسئلة الامتحانات بأنهم مرضى نفسياً يتلذذون بتعذيب غيرهم..

واضعو الأسئلة أسوياء في حالتين اثنتين، الأولى عندما تأتي أسئلة الامتحانات لذيذة و"فلة شمعة منورة" يستطيع كل الطلبة أن يحصلوا بمقتضاها على مجاميع هرمونية تتخطى حاجز المائة والعشرين بالمائة لا تمكنهم في النهاية من دخول كليات "الكمة" ثم ينتهي بهم الأمر إلى الشارع، والحالة الثانية هي أن "تتوارد" أو "تتشابه" أو "تتقاطع" أسئلة امتحاناتهم مع نماذج الامتحانات التي تنشرها صحف البهوات.. فيما عدا ذلك فهم سايكوهات كسايكوهات أفلام التصنيف "بي" في هوليوود الذين يقومون بدور السادي بشكل مهترئ ومثير للشفقة..

وإذا استمر الحال على ما هو عليه لن تعدم الصحف "المحترمة" حيلة في البحث وراء أسباب إصابة هؤلاء الموظفين بالهسهس البطال.. منها أن أحدهم فشل في الوصول لإحدى الكليات إياها فأقسم يمين طلاق بألا يدخلها أحد ، والثاني كان يعرف فتاة إنجليزية فسئمت منه وتشاجرت معه فأسمعته العبارة الشهيرة ذات المقطعين فقرر الانتقام من الإنجليز ولغتهم.. وربما مرت سحلية على قفا بعضهم فأصبحوا سايكوهات من الدرجة الأولى!

ليس الصحفيون ملائكة ، وليس واضعو الأسئلة سايكوهات، قد يتصف بعضهم بالغرور والثقة الزائدة عن الحد كما حدث في امتحان اللغة الفرنسية الشهير في أواخر الثمانينات، حيث اعتقد واضع الأسئلة أن الطالب قد استجمع في دراسته للفرنسية طوال ثلاث سنوات فقط ما يؤهله لكتابة فقرة قد لا يستطيع طالب متفوق كتابتها بالعربية ، كان من الممكن أن يُنَاقَش في ما فعل ، وربما رحَّب بالمواجهة ، وقد يكون له رأي يستحق العرض كي نتفق معه أو نختلف ، لكن هل يكفي ذلك لأن نصفه بأنه سايكوباتي؟

ما أدهشني أن هناك تعتيماً على شخصية هؤلاء "السايكوهات".. بل والرفض التام لأي تعامل معهم كان حتى ولو على سبيل العمل الصحفي الصرف ، كنت أتوقع لو أن لدينا صحافة "محترمة" أصلاً أن تتجه إلى هؤلاء الناس وتسألهم عن امتحاناتهم وتواجههم بها على سبيل العمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر .. لكن إزاي؟ "الرأي والرأي الآخر" و "حق الرد" وغيرها تندرج تحت بند "الكلام دة قدامك"!

وما أدهشني أكثر ، وأعتقد أنه أدهش الكثيرين ، هي اللهجة واللغة العنيفة جداً التي قوبل بها واضعو الأسئلة والامتحانات هذا العام، نجد "الجمهورية" مثلاً وقد استعملت وهي الصحيفة "القومية" "الرصينة" تعبير "المحرقة" على امتحان للثانوية العامة ، تماماً مثل المشهد الشهير للراحل "علاء ولي الدين" وهو يصف طفلاً صغيراً في مدرسة ابتدائي بـ"الوغد"!

الامتحانات "محرقة" وواضعو الأسئلة "معقدون" وربما نحن "العلوش الأوغاد" إن اعترضنا.. إلا هو مين اللي سايكو؟..

Friday, June 20, 2008

كرسي الاعتراف!

عندما تقرأ هذا الاعتراف لأول وهلة تشعر أنك أمام أحد المشاهد المألوفة في سينما "حسن الإمام".. مشهد الاعتراف "أنا مش أبوك .. ودي مش أمك.. احنا جبناك م الشوارع.. انت شخييييييييييييييييط..الخ"..

هكذا قرر معاليه الاعتراف ، معاليه الذي كان بالأمس القريب أسداً هصوراً يدير امتحانات الثانوية الغامة من مقر سريٍ في مكان ما .. لا تستطيع أعتى أجهزة الأتاري الكشف عنه ولا عما يدور بداخله ، هو الذي يصرخ في مجلة "الإذاعة والتليفزيون"-في تصريح آخر- قائلاً أنه "لن يكون كبش فداء"..

سيصبح هذا الاعتراف في نظري حديث الناس في مصر لأسابيع، أكثر من كأس الأمم الأوروبية وصفقات انتقال اللاعبين وحتى المظاهرات والاعتصامات التي تصدعنا بها فضائيات بعينها..معاليه اعترف يا مينز!

سيرى البعض أن معاليه قد تنازل واعترف، وسيرى البعض الآخر أن معاليه لم يعترف على نفسه فقط ، بل اعترف على كل من جلسوا قبله على الكرسي الرابسوماتيكي وأولهم "فتحي سرور" نفسه ، وهو الذي كان وزير التعليم إبان فضيحة الغش الجماعي الأشهر في تاريخ مصر في أواخر ثمانينات القرن الماضي ، أي أن الرجل ومن أتى بعده لم يفعلوا أي شيء لوقف مهازل بيع وشراء الامتحانات على مدى عقدين كاملين من الزمن.. وكانت الصحافة طوال عقدين كاملين من الزمن- أيضاً- تتفرج على ما يحدث.. باعتبار أنه "عادي في المعادي".. "بيع امتحانات"؟ وإيه يعني؟ (على غرار مشهد "كشفتوني..وإيه يعني" في فيلم "أسد وأربع قطط")

معاليه أيضاً اعترف على اللامركزية التي ظل هو والدكتور "سرور" يروجان لها طوال الوقت،الأشخاص الذين اعتمد عليهم ليقوموا بالعمل كله باعوه وبثمن بخس ، واللامركزية التي تقتضي بتسليم المديريات التعليمية مفتاح القرار اتضح في النهاية أنها تسليم القط مفتاح الكرار.. قليل من المركزية كانت تفتح الباب للمديريات وأعضاء مجلس الشعب وآخرين لـ"العمل المشترك" من أجل ثانوية لذيذة مسلية يخرج بعدها الوزير- كل وزير- معلنا نجاح الثانوية العامة ، وأن الأوائل خير دليل على أن الامتحان جاء من الكتاب المدرسي ونماذج الوزارة بحذافيرهما، وجهود المعلمين الشرفاء ، وبعيداً عن المدرسين الخصوصيين الوحشين..

كان يحدث ما يحدث أمامنا "واحنا قاعدين"، وكنا نغضب، لكننا نستكين في كل مرة لأن الميديا لم "تفتح بقها".. ولأننا بدورنا اعتدنا ما يحدث ، لم يعد الغش ولا البيع ولا التسريب مشكلة ، وربما كان ذلك واضحاً لدى آباء كان لهم أبناء في سنوات سابقة، وشاء العلي القدير أن يكون لهؤلاء الآباء أبناء في ثانوية هذا العام، حيث "كل شيئن انكشفن وبان"!

شكراً لمعاليه على الاعتراف الثمين، وسنكون أكثر شكراً وامتناناً لو اعترف "آخرون" بأدوارهم في كل ما يحدث، وأولهم الصحافة التي كانت واقعة تحت تأثير حبوب الجبن قبل تعاطيها مؤخراً "بلابيع الشجاعة"..

Thursday, June 12, 2008

ثانويات..

1-لماذا اشتكى أولياء الأمور والطلاب من مادة التفاضل والتكامل ، إلى حد نقلت فيه "الجمهورية" أنه لم تخل لجنة على مستوى البلاد من الشكوى من المادة المذكورة في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة المساء اليوم أن نتائج العينات العشوائية 92؟ لماذا يحدث ذلك في كل مادة يشتكي منها الجميع؟

2-لماذا نفى الوزير في المقابل -"بشدة" ونص الكلام الحرفي لـ"المساء" أيضاً- وهو في مكانه بالقاهرة ما تردد عن تسرب الامتحانات في المنيا في شكوى قدمها له أولياء الأمور بحسب "الجمهورية" عدد اليوم؟ هل ستختلف "شدة" نفي السيد الوزير لو أن الأهالي قدموا بلاغات موثقة إلى الشرطة بوقائع وأدلة؟

3-لماذا تفتخر بعض الصحف بـ"تطابق" ما ورد بملاحقها التعليمية من أسئلة وأسئلة امتحان الثانوية العامة نفسه؟ هل تعرف تلك الصحف الشيء الكثير عمن يكتبون الملاحق التعليمية بها؟

4-لماذا كانت الصحف الحزبوطنية أكثر من نشر الصور التي تبين صعوبة الامتحانات، بل وخرجت بمانشيتات شديدة الإثارة؟

5-هل كان من المتوقع أن تخرج امتحانات التفاضل والتفاضل سهلة أصلاً؟ أليس التفاضل والتكامل من أرقى وأكثر الفروع الرياضية تعقيداً؟

6-لماذا شعر الأهالي هذا العام بالذات بأن الوزارة تدبر لهم شيئاً بليل؟ بعبارة أصح: أن المقصلة في انتظارهم، رغم أن المقصلة كانت في انتظار دفعتي أنا بحكم أنها "الدفعة المزدوجة" وكان شبح التصفية يهددها في كل شهادة عامة؟

7-لماذا تصاحب الثانوية العامة بكل هذا الكم من الملاحق ومجموعات التقوية هنا وهناك وكأنه من المستحيل على أي طالب نظرياً أن ينجح فيها بدون استعمال كل وسائل المساعدة؟

8-هل لديكم أسئلة أخرى؟

Saturday, June 07, 2008

ورانا غسيل


الكل اليومين دول وراه غسيل ، فواضعو امتحانات الثانوية العامة الذين كانوا بالنسبة لنا في نفس غموض الاسم الحقيقي لـ"رجل المستحيل" مشغولون ربما في الملاحق التعليمية -كهذا الذي نشرته "أخبار اليوم" الأسبوع الفائت- أو في المجاميع أو الدروس -إن صح أن هؤلاء ليهم في فيلم الدروس، وأن بعض المنتدبين ومنهم طبعاً من يكتب في نفس تلك الملاحق أيضاً لديهم مراجعة ليلة الامتحان ، وتجد منهم من يكتب - وبكل اعتزاز- أنه كاتب الملحق التعليمي بجريدة "الجمهورية" مثلاً.. (والكلام لا يشمل المنتدبين الذين لم يحصلوا على مكافآتهم بعد)..

سيستشيط الوزير غضباً بما أنه لم يجد الاستنفار الكافي من هؤلاء للمعركة التي لا صوت يعلو فوق صوتها.. دة احنا حنضحك "ضوحك"!

Friday, June 06, 2008

أبطال الغش أهم.. أهم أهم أهم

نشرت "المصري اليوم" قائمة بأكثر الجامعات المصرية غشاً هذا العام، خبر يستحق معه أكثر من وقفة..

الأولى ..جاءت جامعة عين شمس في المركز الأول بجدارة لتيرمين متتاليين تليهما جامعة القاهرة العريقة التي تحتفل بمئويتها هذه الأيام.. واحتلت الجامعات الإقليمية البعيدة عن القاهرة مراتب متأخرة "نسبياً"-الخامس وطالع-ولا ننسى أن هناك جامعات إقليمية أخرى لم تدرج في القائمة كجامعتي الزقازيق والمنصورة..

الثانية.. أكثر حالات الغش ظهرت في كليات التجارة والحقوق والآداب (الكليات النظرية)رغم أن الدراسة بها أسهل نسبياً مثلاً من الكليات العملية التي تتطلب مهارات رياضية خاصة "الهندسة" أو كليات اللاتيني "الطب والصيدلة".. كليات التجارة والحقوق والآداب هي الأكبر من حيث عدد الطلاب ، وفيها مافيا الكتاب الجامعي شغالة "على ودنه" ، وفيها كل الملخصات والدروس، وكأن هذا كله لا يكفي.. أنا كتجاري سابق أقف كثيراً عند تلك النقطة بحكم أن بي طيبة زائدة وحسن نية قد يصلان إلى حد الغباء..

الثالثة.. أن هذا الخبر يمكن قراءته بطريقتين، الأولى وهي الطريقة التقليدية وترى أن الجامعات التي تتصدر القائمة هي أكثر الجامعات تسيباً ، والثانية ترى في المقابل أنها أكثر الجامعات انضباطاً ، بدليل أن كل هذه الحالات تم ضبطها "تلبس" في تلك الجامعات دون غيرها من الجامعات البعيدة عن العاصمة..

الرابعة وهذه هي المسخرة الحقيقية .. رغم ضبط حالات الغش في كل مرة تجد طلبة يمارسونه دون أن يشكل ذلك أدنى مشكلة لهم ، والأنكى أنه رغم ضبط تلك الحالات إلا أن إدارات الجامعات تتحرك نحوها كل مرة بلا مبالاة متناهية بلا جهد واضح في تقليل حالات الغش التي تؤثر على سمعتها وكأن الأمر هو الآخر لا يعنيها.. مكتفية فقط بالجهود التي يبذلها المراقبون الغلابة لاصطياد كل ما يمكن اصطياده من حالات غش وبرشمة..إدارات الجامعات لم تقفز- بعد- فيما يبدو إلى مستوى "الخبرة" الذي اكتسبه طلاب الجامعات الجدد من التعليم الرابسوماتيكي دوحة الغش الغنَّاء والتي أعطت لبعضهم مجاميع تفوق إمكانياتهم فلجأوا إلى ما لجأوا إليه سابقاً لضمان مكان تحت الشمس (مش وراها) .. وطبعاً سيظهر هنا قول الخبثاء - وله وجاهته- في القول بأن ما يتم ضبطه عادة أقل بكثير مما يفلت من أيدي المراقبين والدكاترة..

بحكم كوني ساذجاً أستطيع أن أقول أنه طالما دخلت السياسة ، وقريباً البيزنس ، إلى الجامعة فإن الغش قد دخل معهم أيضاً من الباب ، صحيح أنه كان هناك غش في سنوات سابقة ولكن ليس بهذا الاستفحال ، أخشى ما أخشاه أنه باستمرار الأمور على هذا المنوال فقد تصبح جامعاتنا على "أعلى مستوى"- بحق وحقيقي- في الغش..

ذو صلة : عن تفسير كثرة حالات الغش توقفت أيضاً عند الرد الذي قاله "أستاذ جامعي" في التعليقات على الخبر المذكور رابطه في بداية التدوينة..

Alexandria is Careffour!

أصبح "كارفور" مدرجاً على قائمة المعالم السياحية بالإسكندرية ، والدليل هو أحد امتحانات اللغة الإنجليزية بإحدى مدارس تلك المدينة العريقة ..

المعلومة- المعجزة- وردت في سؤال المحادثة في الامتحان ، حوار بين فتاتين يمكن أن نستشف منه أن "كارفور" مثله مثل "قلعة قايتباي" و مسجد "أبي العباس المرسي" .. وعليه فسيكون على كل اسكندراني أن يفخر بوجود "كارفور" على أرض الإسكندرية..

ولعلنا في عصر "اللامركزية" الذي هو من أهم سمات الفكر الرابسوماتيكي قد ننتظر أن يحدث أي شيء، بأمارة الدعاية للحزبوطني في إحدى الامتحانات بمحافظة المنوفية ، ووصلة نفاق لمحافظ مطروح كما نشرت صحيفة حزبوطنية منذ فترة (ويبدو إن علاقتها هباب بالمحافظ.. انتو عارفين إن التعامل الحزبوطني مع النفاق وان واي).. وعلى رأي عبد السلام أمين "أنا حر وانت حر.. شعب مصر كله حر".. حلوة اللامركزية.. ما نخليها "لا وزارة" أحسن؟