Tuesday, June 27, 2006

آلاء وطالب الشريعة والقانون ، وبيروقراط الواوا .. بح!

من زاوية أخرى ، أنقل واقعة الطفلة آلاء، وأربطها بواقعة أخرى كتب عنها الدكتور حسن خليل في المصري اليوم قبل عدة أيام ..قصة آلاء الطالبة في مدرسة ثانوية بشربين غير بعيد عن مدينتي المدللة المنصورة التي كتبت ما اعتبرته وأعتبره رأيها الشخصي داخل موضوع للتعبير ، وواقعة الدكتور حسن خليل تتمثل في أن طالباً بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر قام بالإجابة عن أحد الأسئلة في مادة "أصول الفقه" بقوله: "إذا أردت الاستمتاع بسماع أحدث ألبومات هيفاء وهبي (بوس الواوا) وإذا رغبت في حضور أجمل حفلات نانسي عجرم اطمئن فسوف نحقق لك رغباتك"!.. رغم أن تفسير الدكتور حسن خليل افتقد للدقة كما سأوضح لاحقاً..

كنا طلاباً يوماً ، وكانت أوراق الامتحانات على مدى سنوات مساحة للسخرية والتهكم والتهييس وربما لإبداء الرأي، وقد يكون بعض ما كتب في تلك الفترات أشد بكثير مما كتبته آلاء رغم أن مولد سيدي الحراك السياسي لم يكن قد نصب بعد ، ولم نسمع أبداً عن طالب فعل ذلك فقام البيروقراطي ذو الكم الأسود بـ"التصييح" عليه وتجريسه بهذا الشكل المسرحي المبتذل.. كأنك تشاهد لقطة من فيلم "بطل من ورق" وكبار قيادات الداخلية تقوم باستجواب بطلي الفيلم اللي ما لهمش في الطور ولا في العريش..

لا يوجد لدي سوى تفسير واحد فقط لما حدث .. هو أن البيروقراط هناك أرادوا أن يتقربوا ويتزلفوا لرؤسائهم بفعلة غبية وحمقاء .. وبشكل مبالغ فيه .. على الأقل كان من الحصيف إلغاء سؤال التعبير وإبقاء الأمر "في الدِرا" وكان الله بالسر عليماً .. لكن لا.. (تذكروا لاءات خضرة محمد خضر).. لا صوت يعلو فوق صوت البيروقراطية .. رضا الموظف الأكبر من رضا الأم والأب ، وربما من رضا الرب!

أطلب من هؤلاء البيروقراط أن يمضوا إلى ما هو أبعد من ذلك .. أن يذهبوا إلى ميدان التحرير ، ويصرخون بعلو الصوت بدفاعهم عن الموقف الوطني الذين قاموا به .. وياريت بشكل هستيري .. منفذين حكمة "مدرسة المشاغبين" : كل ما تتزنق اقلع ..وستضحك عليكم جموع المصريين الذين "اتسم بدنهم" من تصريحات رجل البر والإحسان والاحتكار.. وربما تعبر الجماهير القاعدة العريضة (مع الاعتذار لعادل إمام في الزعيم) عن إعجابها بهم فتلقي عليهم بعض حبات السوداني ، وإن كانت بصراحة لتقرف من البحلقة في منظر الاستربتيز البيروقراطي الذين يقومون به!

وجود أمثال هؤلاء .. فضلاً عما كتبت في المدونة الشقيقة "الدين والديناميت" عن أحوال البيروقراط المزنهر في جامعة الأزهر ، وتسترهم على الغش السقيم في مادة القرآن الكريم .. كان دافعاً لطالب ما أن يهيس .. أن يستخدم تهييسة "مصرقعة" على رأي الخليجيين .. كم من الحراق أن تتحدث عن واوا هيفاء في وسط بيروقراطي لديه كل واوا و واوا أد كدة ومابيحسسش عليها!.. لم يكن غشاشاً كما قال الدكتور حسن خليل ، والذي يبدو أنه يحتاج لكورس في فهم أساليب الطلبة في الغش والتدليس والهزار والتهييس أيضاً.. ولا ضير في ذلك فكلنا في تعلم مستمر حتى الممات!

ولن أطلب من البيروقراط الآخرين في الوزارة التفكر في أثر حالة الحراك السياسي كما تسمى اللي ما تتسمى على العملية التعليمية ومواضيع التعبير وطرق التعبير ، وكيف يمكن أن يرحب المصحح أو المدرس بالرأي الآخر في نتيجة مباراة كرة قدم وليس في المادة 76 من الدستور.. متذكراً قول الله تبارك وتعالى : إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (فاطر -22)

تحديث: بفضل هذا البيروقراطي المجنون وأمثاله، وصلت الفضيحة إلى الجارديان!

Saturday, June 24, 2006

وما زلنا في المولد!

هذه متابعة لأحداث مولد الثانوية العامة خلال الأيام القليلة الماضية ، هذا المولد المسكوت عنه وعليه بلا سبب كما لو كان ظاهرة طبيعية مثل الزلازل والبراكين والسيول..

تحدثت الدستور في عددها الصادر قبل بضعة أيام عن نكتة .. حيث تمسك المصححون بنموذج الإجابة المكتوبة حرفياً ، وأي إجابة تختلف عن النموذج المكتوب تشطب فوراً ويحصل صاحبها على الصفر المتين أياً كانت تلك الإجابة..وإن أبدى بعض المصححين اعتراضهم مؤكدين على تصحيحهم تقديرياً.. ويبدو ذلك غريباً وغير مفهوم إذا ما استدعينا ما نشرته الدستور نفسها قبل شهر عن أن بعض مصححي مواد مثل الفلسفة من مدرسي الرياضيات أو اللغة العربية.. وتقدير هؤلاء للأمور قد يكون كارثياً بدوره..

ويصل الهوس لمداه عندما نرى يومية حكومية كبرى كالجمهورية تخصص المانشيت الرئيسي للثانوية العامة بهذا الشكل :

نتيجة الثانوية العامة 12 يوليو والدور الثاني 13 أغسطسالطلاب يراجعون أوراق إجاباتهم بعد النتيجة بيومين

وتكرر على نفس المنوال شقيقتها الصغرى المساء بمانشيتها الرئيسي:

مسئول بالإدارة العامة للامتحانات:مؤشرات النجاح في الثانوية العامة..مرتفعة جداً910 حصلوا علي الدرجات النهائية.. في العربي والإنجليزي95% نجحوا في الفرنساوي و99% الألماني و93% الفيزياء

الدرجة النهائية على أيامنا كانت هي المستحيل الرابع.. هذا للتذكير.. وإن كان ذلك كذلك فالأجيال القادمة ستضم من العباقرة ما يمكنهم تبييض وجه مصر (بوشين بوية باكين)!

أخبار اليوم رغم حكوميتها تستسخف الأمر في تحقيق نشرته اليوم السبت ، استطلعت فيه آراء أطراف عدة .. ومنها "الرئيس العام لامتحانات الثانوية العامة":

نحن لسنا في تحد مع الطالب لكي نقدم له اسئلة تعجيزية، وبكل تأكيد فان الفروق الفردية بين الطلاب في قدراتهم وفي الجهد الذي بذله كل منهم هي سبب المشكلة. ورغم كل ذلك فإنني اؤكد انه لن يضار اي طالب مهما كانت الظروف واي شكوي سيتم مراعاتها لصالح الطالب، وفي حالة ثبوت صحة اي شكوي من صعوبة الاسئلة او عدم وضوحها، يتم اعادة توزيع الدرجات بما يحقق مصلحة الطلاب.. ولتحقيق مبدأ العدالة المطلقة بين الطلاب واعطاء كل منهم حقه كاملا، تمت زيادة اعداد المصححين والمراجعين هذا العام.. وهناك تعليمات لجميع المصححين بان كل ما يكتبه الطالب يتم تصحيحه، حتي المسودات والاجابة الصحيحة ولو كانت مشطوبة يتم احتسابها.. ونحن نفعل كل ذلك لكي لا يضار اي طالب بل انني اطمئن الجميع بانه لن يظلم اي طالب بسبب الشكوي وصعوبة الاسئلة او عدم وضوحها او بسبب اي شكوي من الامتحانات.


جنباً إلى جنب ، يومية "المصري اليوم" المستقلة تفرد على صدر
رئيسيتها جانباً من مآسي أولياء أمور الثانوية السامة .. خاصة حالات الوفاة بين الطلاب بسبب صعوبة الامتحانات..

السؤال هو : لماذا ينتحر الطلاب بسبب صعوبة الامتحانات؟ ولماذا "يؤفلم" رابسو وبيروقراطه علينا عاماً بعد العام وهو يعرف أننا لن نصدقه ولن نصدق بيروقراطه؟ ولماذا الثانوية العامة هكذا؟.. أجيبوني قبل أن ينهار البرج السليم في عقلي الصغير!

Thursday, June 22, 2006

حنروح المولد!

إذا كان حامد عمار شيخ التربويين ضد إلغاء الثانوية العامة ، فأنا كغيري وهم كثر نرى أن الثانوية العامة ونظمها ليست تابوهات يحظر الاقتراب منها ، ويجب عرضها بالكامل على العقل ..

مهرجان كل عام : تصريحات رابسو وكل رابسو بأن الامتحانات في مستوى الطالب المتوسط ، شكوى الأهالي وأولياء الأمور من الامتحانات ، يعقبها تصريحات بيروقراط الوزارة بأن الامتحان مرة أخرى في مستوى الطالب المتوسط وأن لا شكاوى منه ، وربما يعقبها تصريح رابسوي في بعض الأحيان يقول أن مافيا الدروس الخصوصية هي التي وراء تلك الشكاوى ، ثم خبر موجه من قبل الوزارة لطمأنة الشعب المصري بأن العينات العشوائية في أكثر المواد صعوبة في الامتحان 98% إن لم تكن 100%!..

بعد نهاية المولد يستضيف السيد رابسو منظف الوزارة وعقول الشعب المصري أوائل الثانوية العامة ، الذين قهروها قهراً ونازعوها دهراً ، ليؤكد من جديد على أن هذا الانتصار الكبير جاء بفضل كتب الوزارة ، والمعلمين "الشرفاء" (راجع الموضوع السابق) ، وليس بفضل ميليشيات مافيا الدروس الخصوصية ، قبل أن يحل هؤلاء ضيوفاً على جريدة "الجامهورية" في الرحلة التي تخصصها للطلبة السوبر ....

رابسو سجل حضوره هذا العام بتقليعة لا تقل عن تقليعة رابسو سابق في الزي المدرسي الموحد .. وأي شخص في منصب رابسو حر كل الحرية في أن يفعل أي شيء ، طالما أن هناك الصحافة "الكاومية" تقف وراءه وتسانده حتى ولو قال ريان يا فجل في ميدان التحرير..التقليعة الجديدة هي خط ساخن لتلقي الشكاوى من الطلاب وأولياء الأمور بشأن الامتحانات!..

الثانوية العامة لم تعد شهادة إذن ، بل مولد ، مولد وصاحبه رابسو ، فهذه السنة ، أو الشهادة ، هي ملخص نظام التعليم قبل الجامعي في مصر باختصار شديد .. البحر الذي يصب فيه نتاج ثلاث مراحل دراسية من عمر المواطن المصري ، ففي الوقت الذي يمارس فيه الأهالي ضغطاً عصبياً على أبنائهم للنجاح والفوز بجنة التنسيق ، ومعهم عتاولة الدروس الخصوصية الذين لا أنكر دورهم ، ويمارس فيه المجتمع ضغوطاً أكبر على كليات بعينها هي كليات العمل والزواج والاستقرار والاحترام الاجتماعي ، يفعل رابسو وكل رابسو ما هو أسوأ ، حين يصور تلك الشهادة على أنها مسابقة قومية بطلها هو بطل الدوري وكأس العالم ، ويحتفي أيما احتفال بأوائل تلك الشهادة الذين لم يبرز منهم في الربع قرن الأخير شخص واحد (كفى بذلك دليلاً على أن المتفوق في الثانوية العامة بنظامها الهرائي ذلك ليس نابغة ولا عبقرياً)، ثم يجيء الإعلام الرسمي ليزيد من ضغط المجتمع على كليات العمل والزواج والبرستيج ليسميها (كليات القمة).. وحين يعترض معترض يظهر الإكليشيه الإعلامي القميئ بأن الثانوية العامة ظاهرة عالمية وأن في كوريا مخاوف أكبر من مصر من تلك الشهادة ..ونسى هؤلاء أن كوريا المرشحة لتكون تاسعة الثمانية الكبار دولة صناعية في المقام الأول ، وليس فيها نظام تعليم "مطور" يهدف إلى ملء الشوارع والأرصفة بأكبر عدد ممكن من خريجي الجامعات!..

لماذا لا يغلق رابسو على نفسه (إن كان ممن لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا) مع أساتذة جامعات ، وخبراء حقيقيين وليسوا هامانات مثل هامانات رابسو الأكبر فتحي سرور ، وعينات من أولياء الأمور والطلبة لإيجاد حلول حقيقية لمشكلة الثانوية العامة التي تحولت إلى سيرك تظهر به الوزارة نفسها وتذكرنا بوجودها ، ويفقد فيه أولياء الأمور والطلبة أعصابهم ، ويتحول فيه المدرسون الخصوصيون (بفضل رغاوي الرابسو) إلى مليونيرات ويتحول رابسو نفسه إلى بطل؟..

أشك في أن رابسو الذي يحتجب طويلاً قبل أن يقول (بل وقبل أن يفعل) شيئاً يمتلك من الشجاعة ما يكفيه لعمل ذلك.. فهو ليس وش ذلك!

Sunday, June 18, 2006

خليه.. خليه.. ع الطبيعة خليه!

هناك أغنية كتبها ولحنها غسان الرحباني وغنتها مطربة لا أذكر اسمها وعنوانها هو"ع الطبيعة خليه" وهي أغنية سياسية ساخرة يتمنى وهو مؤلف الأغنية أن يخرج ابنه للدنيا .. حرامي!

يبدو أن ما سبق لي ذكره في التدوينة السابقة "فضيحة عالية" لم يكن "الأعلى".. فالمصريون أيضاً نشرت بتاريخ أمس أن نجل وزير حالي وابن شقيق وزير إحدى وزارتي التعليم تورطا في تغشيش طالبة بالحقوق في مادة المرافعات الفرقة الثالثة جامعة القاهرة.. وحين افتضح أمرها اتصلت بابن الوزير الذي حاول الدخول فمنعه الأمن فصرح لهم عن شخصيته (على طريقة متعرفش أنا ابن مين؟)! ..وما زلنا مع الخبر نفسه حيث يتردد بقوة أن عميد الكلية قد تدخل أيضاً للتغطية على الموضوع!

هذا الحادث ما كنا لنعرف عنه كأشخاص بعيدين في الوقت الحالي عن المسرح التعليمي الكوميدي ، والذي فاق في إسفافه نصف مسرحيات القطاع الخاص ، إلا عندما نشرته جريدة إلكترونية معارضة أياً كان اتفاقنا أو اختلافنا مع طيفها السياسي ، لكن ما يتداوله الناس ، وما يراه ، يثبت أن تلك الواقعة ليست أمراً غريباً ، وعندما تحدث بها أي مخلوق فسيقول لك على الفور : إيه يعني ، ما زيها وألعن منها بيحصل!

فعلاً ، بيحصل في ثانوي وفي إعدادي ، وهناك تهاون غريب في مواجهة الغش والتغشيش في الامتحانات ، إلا فيما يحتمل الشو الإعلامي ، وكلنا نذكر الاستغاثة المسرحية لأحد الرابسوهات قبل عقدين من الزمان وقت أن حدثت فضيحة غش جماعي في الثانوية العامة..

هذا النوع من الفضائح يحمل عدة بصمات ، فغير بصمات الطلبة هناك المال والنفوذ ، وعشرات الخدومين من الموظفين البيروقراط والتربويين (اللقب الذي يطلقه كل من يعمل في وزارة التربية والتعليم على نفسه)..ومن المخجل أن يطلق تربوي هذا اللقب على نفسه وهو متورط في عمل غير تربوي بل وغير أخلاقي بكل المقاييس .. والمدهش أنك قد ترى هذا الشخص في الفصل وهو يعظ الطلاب ويخبرهم بأن الغش حرام..ثم يظهر في لجنة الامتحان ليعتبر الغش تعاوناً على البر والتقوى!

صدق أحمد رجب عندما وصف وزارة التربية والتعليم بأنها وزارة التعليم من غير التربية ..وإن كنت أميل أن غياب التربية عن التعليم هو الأصل في الأشياء في مصر .. مسمعتش غسان الرحباني قال إيه : ع الطبيعة خليه!

Tuesday, June 06, 2006

فضيحة "عالية" !

نشرت جريدة المصريون الإلكترونية بتاريخ الأمس الآتي :

أين اللسان الحاد للدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والذي اشتهر بفلتاته المتكررة من الفضيحة التي كشفت عنها التحقيقات التي أجرتها جامعة القاهرة مؤخرا وأثبتت انتحال عمال الجامعة لشخصيات أعضاء هيئة التدريس للمراقبة على الطلبة أثناء امتحانات الماجيستير والدكتوراة..

إلى هنا انتهى ما نشرته المصريون!..ويقصد بامتحانات الماجستير هنا وفقاً لاستنتاجي المتواضع تمهيدي الماجستير .. والله تعالى أعلى وأعلم..

"الصراحة راحة".. فضيحة مشفية -إن أكدتها التحقيقات نهائياً- بعد فضيحة كنترول الثانوية السامة والدكتور مستشار الوزير اللي طلع جديد و "مبيعرفش"..

لكني أختلف مع "المصريون" ، حيث لم تثبت الأبحاث التربوية الحديثة علاقة بين طول لسان الوزير وفضيحة الوزارة ، ففي الوقت الذي ضبطت فيه فضيحة انتحال عمال الجامعة لشخصيات أعضاء لجنة التدريس في قطاع يتبع وزير التعليم "العالي" المعروف بزلات لسانه ، كانت أصداء فضيحة كنترول الثانوية السامة(المسكوت عنها وعليها في البرطمان) لا تزال حاضرة .. والثانوية السامة هي الشغل الشاغل لرابسو الذي لا ينطق أبداً (مكتفياً بالرغاوي)!

على كلٍ.. الكرة في ملعب الوزير .. ليرد على ما نشرته المصريون الإلكترونية .. سواءً بالإثبات والعقاب الرادع أو بالنفي والتفنيد القاطع..وخبراتنا مع الرجل تؤكد قدرته على الرد (بالأدب بقلة الأدب حيرد) .. عكس "ناس تانية" استيقظت من النوم لتذكرنا بالمشروع..القومي!

بي اس : أعلم أن كلمة "المصريون" مجرورة ، لكنها عَلَم في حالتنا تلك وهي اسم تلك الجريدة الإلكترونية، والعَلَم حسب ما تعلمت من نظام التعليم الفاشل إذا كان جمعاً يعامل كالمفرد ويعرب بحركات مقدرة ، مثل شركة "المقاولون العرب"..وجاهز للمناقشة في تلك النقطة اللغوية الحساسة جداً!

Sunday, June 04, 2006

ثبتت الرؤية!

طوال تاريخ هذا البلد العجيب ، كان النقد يوجه للجالس على الكرسي دون الكرسي نفسه.. إلا في حالات قليلة جداً.. كلنا نذكر الانتقاد العنيف جداً التي وجهته الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن ، وبشكل أقرب إلى التهكم منه إلى العمل النقدي ، عندما قالت أن المفتي شخص كل وظيفته الظهور على الملأ ليخبر الناس بنتيجة رؤية هلال رمضان..

هذا العنف الشديد في الخطاب يجعلنا نتأمل في جمال رابسو.. رابسو الجميل الذي لم يتأمل أحد في جمال منصبه حتى ولو لم يجعلنا نحفظ جمال طلته.. رابسو الذي أصبحنا لا نراه إلا مرتين اثنتين في العام : المرة الأولى ليطمئن (على طريقة واحد صاحبنا) الرأي العام على أن امتحان الثانوية العامة في مستوى الطالب (وليس البحر) المتوسط .. وفي الثانية ليطمئن الرأي العام - أيضاً- (وعلى طريقة واحد صاحبنا هوة هوة بتاع المرة اللي فاتت.. شوف إزاي) بأن التعليم هو "المشروع القومي" لمصر..وهو إكليشيه قديم ليس وليد الوزير الحالي أو فتحي سرور .. وقد يعود في جذوره الضاربة (بالجزمة القديمة) في أساسات التاريخ الفرعوني إلى سكنن خن رع أول وزير للتعليم في عهد الأسرة اللي مش عارف إيه..(استعينوا بزاهي حواس كصديق للإجابة عن هذا السؤال.. وابقى قابلني لو لقيت له جواب.. مع احترامي لعلم زاهي حواس)!

أولاً لنتأمل الاكليشيه نفسه : المشروع القومي.. وأي (عيل) يعرف جيداً ماذا تفعل الألف واللام عندما تستخدمان للتعريف مع كلمة ما.. والمعنى اللغوي الحرفي للكلمة هو أن التعليم هو المشروع القومي الوحيد ولا مشروع قومي غيره.. إذن ماذا عن توشكى وشرق العوينات وشرق التفريعة ومحطات الصرف الصحي التي تفتتح ليلي نهاري (تعاااالى حبيبي ...الخ)؟ .. كم مرة ناقش مجلس الشعب أمور التعليم والعمل في مصر؟ كم مرة اجتمع مجلس الشعب لمناقشة أي أمر من أمور التعليم حتى ولو كان الثانوية السامة؟ .. ولماذا لم تدخل المعارضة السياسية المصرية بكافة أطيافها على الخط لمناقشة (سيدي) المشروع القومي..أم أن الأحزاب والقوى السياسية المصرية لا تحب الحديث في السياسة؟

وثانياً .. لماذا التأكيد المستمر في البيان التاريخي التقليدي على أن امتحانات الثانوية العامة في مستوى الطالب المتوسط؟.. هل هو فعلاً محاولة لطمأنة الرأي العام؟.. ولماذا يجهد الوزير نفسه ومسئولياته (جامبو) في أمر (مامبو) كهذا.. ويركب نفسه شوية ذنوب ما لهاش أي لازمة عندما يخرج على الرأي العام بتصريح هو الـ(مامبو جامبو) بعينه؟

وثالثاً وهو الأغلس : هل نسأل الوزير نفسه فيجيبنا ، أم سيستعين بصديق (أحد مستشاريه مثلاً)، ولا "جبتك يا عم صديق تساعدني أتاريك انت راخر عايز تستعين بصديق"؟

عموماً كلها أيام ويهل علينا هلال الثانوية العامة ، وساعتها ستثبت رؤية رابسو المحتجب (ربما كسوفاً زي الشمس كدة.. يا جيزوفي يا جيزوفي مع الاعتذار لسهير البابلي) منذ جلوسه على كرسي الرابسوية في جميع المراصد الفلكية والصحفية.. وفي كل عموم نواحيكي يا مصر ..وكما قال الشاعر العربي القديم: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأنباء ما لم تزود..

Thursday, June 01, 2006

الواد كادره بيوجعه!

في إحدى حلقات العاشرة مساءً ، تحدثت المذيعة منى الشاذلي عن واقعة حدثت في مدرسة ثانوية للبنات بمحافظة من محافظات بحري ..الواقعة ببساطة أن مدرسي اللغة العربية في تلك المدرسة قرروا التعبير عن تبرمهم من تأخير بحث ما يسمى بالكادر الخاص.. فوضع القائمون على الامتحان فقرة النحو في امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي عبارة عن فاصل من الشحتفة والاحتجاج باسم معلمي مصر الحزانى على تأخير كادرهم الخاص.. هذا التبرم ظهر واضحاً في تقرير نشرته الأسبوع القاهرية عن "نقابة المعلمين"..

أولاً.. أليست مسخرة أن يحجر المدرسون طوال العام على الطلبة في كتابة مواضيع التعبير كما سلف ذكره في التدوينة السابقة ، بينما يستغلون سلطة وضع الامتحان للتعبير عن آرائهم هم؟ .. وهناك وقائع سابقة فيها ما هو أكثر صفاقة ، استهدف تسويق الذات ومسح الجوخ للكبار..

ثانياً : يمكن تفهم ذلك لو كان ذلك التبرم مصدره فقط المعلمون الغلابة المكتفون بأموال الحكومة ، لكن لماذا يتبرم أباطرة الدروس الخصوصية من تأخير الكادر الخاص؟ .. أهي الرمرمة ؟.. لماذا يصرخ الأباطرة والدوقات ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب عندما ينقل أحد منهم لمحافظة نائية ؟ ..

على كل .. على الجميع .. الغلبان اللي النقابة أهله .. أو الحيتان اللي بيكسبوا من الدروس أضعاف اللي بيكسبوه من الحكومة .. الانتظار حتى يظهر مشروع الكادر الخاص .. الذي كان ضمن "البرنامج الانتخابي" لسيادته.. ولا يصدعوننا بتلك الحركات النصف كم .. وأود أن أطمئن (عارفين مين طبعاً اللي كان بيطمئن .. لحد ما اطمئنينا إنه ما بقاش وزير الشعب والشورى) أباطرة الدروس الخصوصية وغيرهم أن الإنسان يستطيع العيش بدون الكادر الخاص .. فبعد افتتاح مشاريع الصرف الصحي .. والعشترمية مصنع .. الوزير حيجيب الكادر يا مدرسي مصر.. وبالمناسبة دي بأهديهم أغنية "الواد كادره بيوجعه .. عايز رابسو يدلعه"!