Showing posts with label جامعة جامعة جامعة. Show all posts
Showing posts with label جامعة جامعة جامعة. Show all posts

Friday, November 09, 2012

الشوك الشوك .. والعنب العنب

أتوقع أن تثير هذه التدوينة حالة عارمة من الغضب لم تثرها تدوينة للعبد لله على المدونة الشقيقة "الدين والديناميت" عن قناة "الناس" ، لذا أطلب منكم قبل صب جام الغضب على شخصي المتواضع أن تفكروا في وجهة نظر كاتب هذه السطور والتي أراها أيضاً وجهة نظر شريحة لا يجب الاستهانة بها حسابياً على الأقل..


أولاً.. لنتفق ابتداءً على أن علاقة التعليم بالمجتمع أوسع مما نعتقد أو مما يريدنا البعض أن نعتقد ، التعليم في مصر يقدم الأطباء المصريين والمهندسين المصريين والمحامين المصريين والقضاة المصريين.. ثانياً.. لنتفق مرة أخرى - تاني معلش- على أن التعليم في مصر في العصر المباركي لم يكن صفاية موز وجنينة مانجة على رأي الراحل "نجيب الريحاني" ساخراً من الباشا "سليمان نجيب" في فيلم غزل البنات (1949) قبل أن يعرف هويته ، وأن سوء مستواه انعكس ، وينعكس ، بكل السلب على المستوى المهني لكل خرجه ، وفي هذه المدونة وفي غيرها لدى أصدقاء وزملاء انتقادات ونقد لكل ما حدث في تعليم المرحلة المباركية والذي لا نزال ندفع ثمنه إلى لحظة كتابة هذه السطور..


إذن من البديهي ، ومن عدم الاستعباط على الذات واشتغالها ، أن يتأثر المعلم المصري والطبيب المصري والمهندس المصري والمحامي المصري بكل ما تشربوه خلال فترتهم في سجن التعليم المصري ، فالتعليم المصري المباركي مثله مثل السجن ، يدخله المجرم صغيراً فيخرج منه محترفاً ، ليصبح جزءاً مما يحدث من فساد ومشاركاً وشريكاً فيه بدلاً من أن يتمرد عليه..


قبل أن تغضب ، أذكر نفسي وإياكم بما قاله أحد كبار أعمدة الطب في مصر عن أن كليات الطب في مصر تستقبل عدداً أكبر بكثير مما تستحق ، وأن تلك الكثرة العددية أكبر بمراحل من قدرة وإمكانيات الجامعات وتجهيزاتها ، وأضيف : وأكبر حتى مما يحتمله سوق العمالة في المجال الطبي ، حتى لو افترضنا أن هناك قصوراً في إمكانيات الجامعات ، العدد ضخم ، والسبب هو حسبة كليات القمة وكليات القاع التي تنفق من أجلها الأسر المصرية مبالغ قد تصل دون مبالغة إلى المليارات من الجنيهات من أجل الوصول لكلية من كليات القمة ومن أجل الخمسة عين التي يكتشف الخريج أنها خيال علمي ، خصوصاً لو كان من المغضوبين عليهم من أطباء وزارة الصحة الذين يكتفون بملاطيش الحكومة وليس من أبناء أساتذة الجامعة حماهم الله الله الله ولا من الدكاترة الذين يعملون في خمسين عيادة خاصة ويبقون على مطاردتهم لملاطيش الحكومة ويطالبون بزيادتها بينما لا يعطون إلا الوش الخشب للمريض غير القادر على الدفع..


وعن تأثير الكثرة العددية المبالغ فيها وغياب ما يسمى بالـ Merit system أحدثكم كتجاري سابق ، في زمن محاضرات الإنتاج الكثيف ، التي تستوعب من الحبايب ألفين في قاعة تعد من الأكبر على مستوى البلد ، أتحداك أن يصل مضمون المحاضرة لأكثر من عشرة بالمائة ، والعشرة كثير ، من عدد الحضور في محاضرات المواد التجارية ، وقس على ذلك ما يحدث في كليات القاع المغضوب عليها الأخرى بفعل مكتب التسييق حرقه الله في نار جهنم..


العدد كبير ، التعامل معه يتم بحماقة ، كمية من القيم السلبية يتشربها أي طالب ، وعلى رأسها علاقتك بالمعلم ، بكسر الميم ، أستاذ الجامعة ، قيل لي أن أتعامل مع أستاذ الجامعة كـ-أستغفر الله العظيم- نصف إله ، كلمته هي الحق المطلق ، يستطيع بجرة قلم أن يحول حياتك إلى جنة ، ويستطيع بجرة أخرى أن يحول حياتك إلى جحيم مقيم ، لا تفكر في إغضابه ، ولا في مناقشته ، ولا في سؤاله حتى ، واسأل الله أن يرضيه عنك وعن أفعالك علشان الأربع ولا الخمس سنين تمر على خير.. ويمكن ربنا يرضى عليك وتبقى معيد ، وتتحول إلى عسكري مراسلة عند السيد العميد ومن يناقشون رسالتك ، على نحو أسوأ مما كان عليه الحال في مسرحية "لينين الرملي" "سك على بناتك" ، ولا مانع من أن تفعل ما لم يفعله "أحمد راتب" بمناسبته للعميد ، ناسبنا الحكومة ، وبقينا قرايب ، على غرار ما فعله "عمر الشريف" في فيلم "بداية ونهاية".. لتدخل مجتمع الحلقة المقدسة على غرار مجتمع ما اعتقده الإغريق آلهة مثل فينوس وهيرا وأخيلوس وآخرين..


كن عسكري مراسلة للعميد وولاده ، قبل التخرج وبعده ، لا تقترب من أحد منهم فألف عين تقترب منك ، حتى لو سولت لأي من شذاذ الآفاق - (الجامعة مطروحاً منها أولاد الست) - الاقتراب من أي منهم .. حيشيل أوبح ..وأعنيها..


كلنا تخرجنا من الجامعة ، كنا شهوداً وشركاءً فيما حدث ، والبصمات اللي على الجثة وسلاح الجريمة مش بصمات حد غريب ، والحمد لله أنه يوجد في كل مهنة وطائفة من يدرك أنه شارك في الخطأ والخطيئة ولا تأخذه العزة بالاثم ولا يتصور نفسه ملاكاً في غابة تسكنها الوحوش وتعربد فيها الشياطين..


التعليم الطبي خرج مما خرج - لنعترف- أطباءً سيئين ، منهم من يهاجم ويحتج ويتظاهر في الشوارع ويهددنا بالإضراب ، التعليم القانوني خرج نسبة من المحامين علاقتها بالأخلاق كعلاقة الأرنب بالبيانو بإزي الصحة ، ومجموعة من المهندسين في بعضهم ما فيهم.. ومحاسبين لا يعرف كثير منهم عن مهنتهم التي لا يعرفها المجتمع نفسه أي شيء فيبحث عن مهنة أخرى في أي مكان آخر وليذهب شقا سنوات التعليم إلى الجحيم .. أما التعليم التعليمي فخرج لنا معلمين مِعَلَّمين ، وحش الكيمياء ، قاهر الفيزياء ، تشرشل الإنجليزي وميتران الفرنساوي..


ومن الطبيعي أن يتسبب الأطباء الفاشلين خريجي التعليم الفاشل في فضائح داخل وخارج البلاد ، مثل المحاسب الفاشل والمحامي الفاشل وكل فاشل ، والمصيبة أن الفاشلين يتقمصون دائماً دور الضحايا في كل مصيبة تحدث في مصر أو في دول الجاز أو في بلاد أونكل سام ..


أليس ذلك كافياً للمجتمع ، ولمنتسبي كل مهنة ، أن يثوروا ويطالبوا ، إلى جانب مطالبهم المشروعة ، بإصلاح التعليم الجامعي وقبل الجامعي في مصر ، كي لا تكون الجامعات مدرسة نتعلم فيها الوصولية والشللية وعبادة الفرد ومسح الجوخ ، أليس من الأولى لمن يطالب أن يرى إن كان هو نفسه على مستوى المسئولية فيطالب بنفس ، أو كان فاكساً فميسمعناش حنجوري على المسا ، إذا كان الله عز وجل لم يساوي بين من يعلم ولا يعلم ، فهل أساوي بين طبيب فاشل وطبيب ناجح ، أو مهندس فاهم ومهندس مالهوش فيها ، أليس من الأولى أن نتذكر أننا لسنا ملائكة بدلاً من أن نعامل مجتمعنا المحيط في الإضرابات وغيرها على أنهم شياطين؟


إنك لا تجني من الشوك الشوك .. العنب العنب.. مع الاعتذار للمبي اللمبي.. عذراً لحدة اللهجة..

Friday, June 06, 2008

أبطال الغش أهم.. أهم أهم أهم

نشرت "المصري اليوم" قائمة بأكثر الجامعات المصرية غشاً هذا العام، خبر يستحق معه أكثر من وقفة..

الأولى ..جاءت جامعة عين شمس في المركز الأول بجدارة لتيرمين متتاليين تليهما جامعة القاهرة العريقة التي تحتفل بمئويتها هذه الأيام.. واحتلت الجامعات الإقليمية البعيدة عن القاهرة مراتب متأخرة "نسبياً"-الخامس وطالع-ولا ننسى أن هناك جامعات إقليمية أخرى لم تدرج في القائمة كجامعتي الزقازيق والمنصورة..

الثانية.. أكثر حالات الغش ظهرت في كليات التجارة والحقوق والآداب (الكليات النظرية)رغم أن الدراسة بها أسهل نسبياً مثلاً من الكليات العملية التي تتطلب مهارات رياضية خاصة "الهندسة" أو كليات اللاتيني "الطب والصيدلة".. كليات التجارة والحقوق والآداب هي الأكبر من حيث عدد الطلاب ، وفيها مافيا الكتاب الجامعي شغالة "على ودنه" ، وفيها كل الملخصات والدروس، وكأن هذا كله لا يكفي.. أنا كتجاري سابق أقف كثيراً عند تلك النقطة بحكم أن بي طيبة زائدة وحسن نية قد يصلان إلى حد الغباء..

الثالثة.. أن هذا الخبر يمكن قراءته بطريقتين، الأولى وهي الطريقة التقليدية وترى أن الجامعات التي تتصدر القائمة هي أكثر الجامعات تسيباً ، والثانية ترى في المقابل أنها أكثر الجامعات انضباطاً ، بدليل أن كل هذه الحالات تم ضبطها "تلبس" في تلك الجامعات دون غيرها من الجامعات البعيدة عن العاصمة..

الرابعة وهذه هي المسخرة الحقيقية .. رغم ضبط حالات الغش في كل مرة تجد طلبة يمارسونه دون أن يشكل ذلك أدنى مشكلة لهم ، والأنكى أنه رغم ضبط تلك الحالات إلا أن إدارات الجامعات تتحرك نحوها كل مرة بلا مبالاة متناهية بلا جهد واضح في تقليل حالات الغش التي تؤثر على سمعتها وكأن الأمر هو الآخر لا يعنيها.. مكتفية فقط بالجهود التي يبذلها المراقبون الغلابة لاصطياد كل ما يمكن اصطياده من حالات غش وبرشمة..إدارات الجامعات لم تقفز- بعد- فيما يبدو إلى مستوى "الخبرة" الذي اكتسبه طلاب الجامعات الجدد من التعليم الرابسوماتيكي دوحة الغش الغنَّاء والتي أعطت لبعضهم مجاميع تفوق إمكانياتهم فلجأوا إلى ما لجأوا إليه سابقاً لضمان مكان تحت الشمس (مش وراها) .. وطبعاً سيظهر هنا قول الخبثاء - وله وجاهته- في القول بأن ما يتم ضبطه عادة أقل بكثير مما يفلت من أيدي المراقبين والدكاترة..

بحكم كوني ساذجاً أستطيع أن أقول أنه طالما دخلت السياسة ، وقريباً البيزنس ، إلى الجامعة فإن الغش قد دخل معهم أيضاً من الباب ، صحيح أنه كان هناك غش في سنوات سابقة ولكن ليس بهذا الاستفحال ، أخشى ما أخشاه أنه باستمرار الأمور على هذا المنوال فقد تصبح جامعاتنا على "أعلى مستوى"- بحق وحقيقي- في الغش..

ذو صلة : عن تفسير كثرة حالات الغش توقفت أيضاً عند الرد الذي قاله "أستاذ جامعي" في التعليقات على الخبر المذكور رابطه في بداية التدوينة..

Monday, December 03, 2007

لمن سأترك الدكان؟

أشهر من ورَّث "الكار" هم الحرفيون..ولهم أسبابهم المقنعة جداً .. فالفقر الذي لازم صغار الحرفيين لعقود حتى وقت أن كانت لهم "طوائف" ترعى مصالحهم (أو هكذا كانت تبدو) دفع الحرفي الأب للبحث عن شيء يختصر على أبنائه رحلة الشقاء -إن كان غنياً- أو عن شيء لا يتركهم فريسة للفقر المدقع-إن كان فقيراً.. كما أن "الكار" كان يبدو لهؤلاء على مدى فترات طويلة هو الشيء الوحيد الذي يستطيعون عمله لكسب العيش..كما أن الفكرة السائدة في مجتمعنا عن الإنجاب تؤكد على ضرورة أن يكون الابن سنداً ومعيناً لأبيه عندما يتقدم في السن وعليه فيكون من باب أولى أن يعمل الابن إلى جوار والده في نفس "الكار"..

ومع تغير الحال ، وتغير التوزيع الطبقي في مصر ، واندثار بعض الحرف ، وانتشار التعليم أحجم العديد من الحرفين عن توريث مهنهم بل نفروا من تلك العادة ، فمن اغتنى منهم أصبح معه من المال ما يجعله يفكر في تعليم "متميز" لأبنائه ليحصدوا به مكانة اجتماعية فشل الآباء في حصدها طوال حياتهم ، ومنهم من استنار فرأى أنه من حسن الفطن عدم توريث الكار .. وترك الاختيار لجيل الصغار..

هذا عن الحرفيين ، البسطاء في مستواهم التعليمي والثقافي وكل الاحترام لهم.. لكن ماذا عن أساتذة الجامعات الذين يورثون أقسامهم ، وكلياتهم ، وتخصصاتهم لأبنائهم توريثاً؟

ما هو الدكان الذي سيتركه هؤلاء لأبنائهم؟ وأي نوع من "المرمطة" التي سيوفرها هؤلاء عليهم؟ مرمطة الحفظ أم مرمطة الصم أم مرمطة البحث؟

أتفهم أن يكون ابن السباك سباكاً ، وابن النجار نجاراً ، للأسباب السابقة مضافاً إليها أن هذه المهن قد تتطلب مواصفات بدنية خاصة يمكن للوراثة أن تلعب فيها دوراً.. لكن ما هي المواصفات العقلية الاستثنائية التي يرثها "كل" أبناء أساتذة كليات الطب -على سبيل المثال لا الحصر- كي ينبغي عليهم أن يدخلوا نفس السلك؟

أعرف أن الحرفي الابن يدخل الورشة مع الوالد ويتعلم منه ويتلقن "أساسيات الصنعة" ويعمل في الورشة أو الدكان من سن صغيرة ، هل هذا يحدث بالنسبة للأكاديميين الجامعيين والمهنيين ذوي الأصول الجامعية؟ (يعني تروح عيادة دكتور سنان تلاقي المحروس ابن الدكتور هو اللي بيطهر "العدَّة" مكان التمرجي؟)

هل لا يكفي -لمن تمطع بالسلطة في الحرم الجامعي وخارجه-لأن يقال لابنه "ابن الدكتور فلان" "حاف" كدة.. بل يجب أن يكون "الدكتور ابن الدكتور فلان"؟

كيف ينظر المورِّثون في الجامعة ، ويُنَظِّرون للديمقراطية ، وحروق الإنسان ، وتداول السلطة والطحينة فيمَ -لولا بقية من حياء- يقسمون المناصب الجامعية كتركات لأبنائهم ويتقاتلون عليها تقاتل الأسود الجائعة على فريسة ميتة؟

Sunday, November 25, 2007

أعلى مستوى!

مائة عام تمر على إنشاء جامعة القاهرة .. وعلى هامش هذه الاحتفالية يحلو للعديد من قادتها التذكير بأنها -تحت إدارتهم طبعاً- على "أعلى مستوى" .. بدليل أنها ضمن أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم .. والتصريح لرئيس الجامعة كما نشر بعدة وسائل إعلام..

وعبارة "أعلى مستوى" صارت تصيبني بالقرف ، فهي تطلق في كل قطاع تحدث فيه كارثة ، وصارت تستخدم اعتباطاً من قبل الفشلة والفاسدين واللصوص لإظهار أنفسهم بمظهر البطولة الزائفة .. ولم يعد يصدقها "عمياني" إلا السذج.. وعادة ترتبط بإكليشيهات مجاذيب الحسين من عينة "مصر مستهدفة" و "اتقوا الله في مصر"و "أيدي خبيثة" و...و....

سواء قالها مسئولو الجامعة صراحةً أو ضمناً ، المشكلة أعمق من ذلك .. فناهيك عن أن هذه الشهادة لأعرق الجامعات المصرية في العصر الحديث "فشنك"..لماذا يصر هؤلاء على استجداء أي شهادة من الخارج للتأكيد على جودة الخدمة الجامعية من عدمها؟

ربما لتذكيرنا أن الجامعة "على أعلى مستوى" .. وان احنا "اللي مبنعرفش نتعلم".. قد يكون النصف الأخير من العبارة صحيحاً بسبب معتقدات مجتمعية وجدت من يستفيد من إثرائها في الشارع وحتى في دوائر صنع القرار .. لكن من الصعب جداً في نفس الوقت أن أقتنع بنصف العبارة الأول..أبناء جامعة القاهرة يستطيعون توضيح تلك الجزئية بشكل أفضل مني بحكم كوني -حيالله- خريج لجامعة إقليمية تتبع الجامعة المصون!

يا فرحتي بجامعة تحتل ترتيباً متقدماً ضمن أحسن عشر جامعات في العالم (لو فرضنا) .. بينما تخرج إلى سوق العمل - كمثيلاتها في هذا البلد المسكين- آلافاً يضافون إلى طوابير العاطلين بسبب سوء التعليم والتأهيل والانشغال بانتخابات اتحاد الطلبة وانتخابات اتحاد الكرة وتسييس التعليم الجامعي وحزبوطنته..وتعيش في عزلة عن المجتمع المحيط لا تتناسب مع حجم النفقات التي تنفق عليها .. لا وإيه .. حالها يعتبر أفضل نسبياً من حال جامعات الأقاليم البعيدة عن عين الحكومة وعين العفريت حتى..

جلد الذات مرفوض ، وخداع الرأي العام مرفوض أيضاً وبشكل أشد.. وننتظر من هؤلاء ومن غيرهم فعل شيء يحرك المياه الراكدة ويجعل الناس تثق فيهم وفي تصريحاتهم قبل انتظار شهادة من هنا أو من هناك.. دمتم بألف خير..

Saturday, September 01, 2007

لانعدام التكافؤ

شئنا أم أبينا .. التعليم هو جزء من الوجاهة الاجتماعية في مصر ، نيشان يضاف إلى قائمة النياشين المعلقة على الحيطان أو على "عربية الكشري" كما في فيلم الأيدي الناعمة.. حتى لو اضطر صاحبها للعمل في وظيفة متواضعة للغاية لا تتناسب مع مؤهل "طفح الدَّم" من أجل نيله!

وبما أن التعليم جزء من البرستيج ، فإن تعليم عن تعليم يفرق.. في البداية كان جل الجامعيين ينظرون نظرة دونية لطلبة وخريجي التعليم الفني ، وفيما بعد بدأ الجامعيون ينظرون لبعضهم من تحت لتحت .. والجديد أن خريجي الجامعة الأمريكية ينظرون - هم- لطلبة وخريجي الجامعات بنظرة لا تقل عما سبق.. وصل الأمر إلى أن خريجة جامعة أمريكية طلبت الخلع من زوجها فقط لأنه من خريجي الجامعات الحكومية .. كما نشرت الصحف قبل أسابيع!

أفضلية التعليم العالي الحكومي على التعليم الفني جاءت مع ازدياد فرصة خريجي الجامعات من الاقتراب من النظام البيروقراطي المصري ، الذي كان يمثل هو قمة البرستيج في مصر في وقتها بحكم توفيره لفرص عمل يحظى صاحبها باحترام من قبل المجتمع.. (أما الآخرون حيالله سكرتارية وفنيين ونقاشين..الكلام دة قبل السبعينيات طبعاً عندما انقلبت الصورة رأساً على عقب)..رغم أن المجتمع يحتاج لأولئك وهؤلاء..

وكما جاء القرب من السلطة والوجاهة سبباً لتفضيل التعليم الجامعي على التعليم الفني ، جاءت المادة والوجاهة كسببين وجيهين لأفضلية كليات "الكمة" على كليات "الكاع" .. ففضلاً عن أن خريج هذه الكليات في الأصل جامعي ، لديه من الفرص لعمل مشاريع خاصة به ، أو لنيل وظيفة مرموقة في بلاد النفط ما لا يتوفر لغيره من خريجي الكليات "اليع" الذين أصبحوا يُشاهدون في كل أرجاء سوق العمل عدا تلك التي تخص ما تعلموه.. رغم أن تلك الكليات التي كان يُنظَر لها باستخفاف-ولا زال-توفر عمالة لقطاعات هامة وحيوية في الدولة .. فقط "سوء" الإدارة و "سوق" العمل وأشياء أخرى كثيرة لم تسمح باستغلالهم الاستغلال الأمثل..

ولا تتناسب رداءة التعليم الجامعي التي اتفق الكل عليها مع تلك النفسنة التي ولدنا بها ونتنفسها ونعدي بها بعضنا البعض.. حتى في ظل الواقع الجديد الذي صار فيه التعليم الأجنبي - مرة أخرى - جامعاً لمن يعرفون بـ crème de la crème أو زبدة المجتمع..

في الماضي كان التعليم الجامعي المصري جيداً قياساً على ظروف الماضي ، لكنه أخلد إلى الجمود والبلادة إلى أن فقد ظله .. ودخل في منافسة مع التعليم الأجنبي الذي ليس - كما يزعم الدكتور نصار عبد الله- لأصحاب الأموال ضعيفي المواهب ، وإنما هو نظام تعليمي مختلف يوفر لطلابه ما كانت الجامعة توفره ذات يوم!

ولأن التعليم قبل الجامعي صار مكلفاً بطبيعته ، ولأنه ليس لأغلب المصريين من الثروة ما يدخل أبناءهم الإيه يو سي .. فالحل أن تصبح الخيارات المتاحة للسواد الأعظم من الشعب خيارات محترمة .. أن يكون هناك تعليم جامعي محترم وسوق عمل عادل ومحترم حتى تنعدم تلك الفوارق وحتى لا يصبح التعليم عامل تفرقة جديد بين أبناء بلد واحد..