من المعروف أن الشعب المصري شعب مولع بالفكاهة والضحك ، وإن لم يجد شيئاً يضحك عليه تسبب بعض أفراده من أولي الطول بتصرفاتهم في حالة من الضحك العارم .. ولولا "أشياء كثيرة" لكان متوسط عمر المواطن المصري قريباً من متوسط عمر نظيره الياباني .. فالياباني لا يعيش في سيرك متواصل لمدة 24 ساعة به شخصيات مضحكة وبه رابسوهات كما في مصر!
فبعد نكتة "جزمة" طلعت السادات وعز ، خرج علينا الدكتور فتحي سرور ، والذي جلس لسنوات على الكرسي الرابسوي ، تحت شعار "تنظيف" .. عفواً .. "تطوير" (يا سيدي ما هو كله برتقال) بتصريح عجيب عن آلاء التي تناول عدد من المدونين الزملاء ومعهم العبد الفقير لعفو العلي الكبير قصتها.. قال لا فض فوه وانتحر في الثانوية حاسدوه في تصريح نشرته "الأسبوع" : أنه لو كان وزيراً للتعليم لفصل المدير الذي عاقب آلاء!
عندما قرأت التصريح الذي لم تنشره جريدة أخرى عدا "الأسبوع" ضحكت في نفسي ..ولي ولكل من يضحك الحق تماماً في الضحك!
الدكتور فتحي سرور يتحدث "الآن" عن التعليم ، وبكل فخر ، كما لو كانت تجربته لا سمح الله في وزارة التربية والتعليم حافلة بالإنجازات التي لا يراها بعض الناس (تعداد سكان العالم باستثنائه) .. لم ينس الشارع له فشله في مواجهة الغش الجماعي حتى أصبح معتاداً (تناولتها في تدوينات سابقة) ، وبدعة وضلالة الدفعة المزدوجة التي كانت وبالاً على مصر بكل المقاييس (وأتحدى من يقول غير ذلك) .. وبدا واحداً من أسوأ من جلس على الكرسي في الربع قرن الأخير..
شيء آخر ، كلنا نعرف حوار الدكتور فتحي سرور مع عمرو أديب ، والذي نشرت "المصري اليوم" نصه مقصوصاً ومشذباً وكيف كان الدكتور مراوغاً في الإجابة عن أسئلة أديب ، وبرأيي أن الدكتور فتحي ليس بهذه الديمقراطية .. وأعتقد أنه لو كان هو الوزير ، في ضوء فترته ناصعة السواد في تاريخ التعليم المصري وتاريخ مصر ، لاستقبل مدير مدرسة آلاء ، بل ولولا الملامة لفصل رأس آلاء عن باقي جسدها!
يبقى أن الأسبوع هي الصحيفة الوحيدة التي رأيت بها هذا التصريح .. في تجنيد الجريدة المعارضة الناصرية المحترمة لأقلامها في مدح ونفاق الدكتور فتحي سرور .. والإشادة بحنكته السياسية وربما التعليمية..
آخر الكلام : التصريح نفسه مقبول من أي شخص في العالم ، إلا فتحي سرور ، الذي يعرف ، ونعرف ، ماذا فعل بالتعليم في مصر ، ولو كان يوجد في مصر مجلس شعب حقيقي لحوسب على كل ما اقترف بحق التعليم في مصر بغض النظر عن موقعه في الحزب الوطني أو في رئاسة المجلس .. لكننا أكيد ..أكيد في مصر!
No comments:
Post a Comment