Friday, July 21, 2006

الشكر للمحسنات.. من أسعد الأيتام!

كثير من "الطقوس" ذات "الدلالة الرمزية" المتغلغلة في صميم الوجدان الشعبي الجمعي الاردوازي المنبثق انبثاقاً تاماً من المش عارف إيه صارت ضحكاً على الذقون ، مثل نصف الكلمات في الجملة الأولى من هذه التدوينة! ومن بينها الطقوس الختامية السنوية لمسرحية الثانوية..

من بين تلك الطقوس الغبية اللقاء "الأبوي" بين السيد الرابسو وأوائل الثانوية العامة ، والذي يقدم فيه الأوائل فقرة "الشكر للمحسنات من أسعد الأيتام" لصاحب الفقاقيع اللوذعي ، شاكرين إياه على التعليم المطور ، وكتاب الوزارة الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة في المنهج ، والمعلمين الشرفاء الذين يؤدون واجبهم الوطني في ظروف تفوق الوضع اللبناني المأساوي سوءاً ، مقسمين بأغلظ الأيمان أنهم لم يعتمدوا على درس خصوصي قط ، مكتفين بكتاب الوزارة ، ونماذج الوزارة ، وملحق الجمهورية ، ذات الدور الهام في القضاء على مافيا الدروس الخصوصية* ، وذلك قبل السفر في الرحلة السنوية لأوروبا على حساب الجريدة القومية العجوز!

بحسب الدستور، نقلاً عن المساء ، قرر الطلبة هذه المرة كسر التقليد ، ففقرة "الشكر للمحسنات من أسعد الأيتام" صارت مبتذلة ومقرفة ، فلا الطلبة أيتام ، فلهم أولياء أمور عاشوا المأساة من أولها لآخرها.. من الأداء المهترئ للمدارس ، لكتب الوزارة المحشوة قطن والتي تستشعر أنه تم تنجيدها لا تأليفها ، إلى مافيا الدروس الخصوصية ، تحت ضغط الإعلام الذي يزين كليات القمة بحيث أنها الهدف الرئيسي من التعليم .. ولا أعرف بعد أن تاب الله علي من التعليم وسنينه السودة منذ سبع سنوات على أي أساس تسمى كليات القمة بهذا الاسم.. ولا رابسو يتفضل على الشعب بإدارة التربية والتعليم ، الوزير أولاً وأخيراً يكلف بذلك من رئيس الدولة ويعمل وفق أجندة معينة يضع سياسته على أساسها ويحاسب عليها أمام مجلس الشعب (إن وجد)..

الدستور في بداية تقريرها القصير ذكرت أن انتقاد الأوائل للوزارة وسياساتها هو سابقة تحدث للمرة الأولى منذ سنوات ، إلا أن الشارع مما يتداوله يرى أن ذلك يحدث كل مرة ، وأن الوزير وإعلامه يتعمدان التعتيم على أي انتقاد ، فبأي حق ينقد ، أو ينتقد أي مخلوق يعيش تحت سماء مصرية التعليم المصري في وجود من يعتقد ، ومن يكرس ، لفكرة أن الشعب المصري هم مجموعة من الأيتام تقوم الحكومة بكفالتهم والإحسان عليهم.. سواء أكان هؤلاء المعتقدون من داخل الحزب الوطني البيروقراطي أو من خارجه؟

إذن ليتفرغ الدكتور الذي أمعن موقع الوزارة في سرد سيرته الذاتية لتقويتها ، ولشغل أوقات فراغه كما فعل سابقوه بتأليف الكتب .. فوقته أغلى من أن يشغله .. الأيتام

*ملحوظة : هل هناك تفسير للإعلانات التي كانت موجودة في عدة أماكن في المنصورة عليها لمراجعة ما قبل الامتحان في اللغة العربية ، عليها اسم مدرس ، معه رقم المحمول ، وعبارة تفيد بأنه معد اللغة العربية بملحق الجمهورية التعليمي؟

4 comments:

فانتوماس said...

ولو ان فهمي علي قدي في الكلام الكبير بتاعك لكن راي دايما ان مصيبتنا هي التعليم وطبعا التربية فغالبا الدولة مبسوطة بجهلنا ونسبة الامية الخرافية بتاعتنا, ولو الناس اتعلمت كويس بلدنا حتبقي احسن ده اكيد لكن المخ النضيف بيطالب بحقوقه ودي المشكلة , المصيبة كمان انك تحس ان الموضوع ده مش بيهم حد المهم عندنا زي ما الاعلام بيسوقنا مشاكل كل الدول اللي حوالينا ومشاكلنا احنا ليها رب اسمه الكريم, يعني احنا لو دولة محترمة ولها وزن وشعبنا متعلم ومتنور مش كنا حنقدر ناخد مواقف يعمل لها العالم كله حساب بدل حرق الاعلام والهبل اللي بنعمله واخيرا التعليم ثم التعليم ثم التعليم

noran said...

ربنا يجازيك كل خير يا فانتوس فعلا
التعليم ثم التعليم ثم التعليم
والف شكر علي البشره الجميله دي يا قلم جاف انا لسه مش مصدقه ان الاوائل اتكلموا وعارضوا

قلم جاف said...

فانتو:
بالنسبة للتعليم ومستوى التعبير ، كنت اتكلمت في موضوع قديم شوية عن "حصة الإنشا".. وإن شاء الله في مرحلة قادمة حنركز على العلاقة المباشرة بين التعليم والشتائم والطوب وحرق الأعلام أيضاً!..

نوران : الجرايد نشرت فضيحة سوبر ، ح أتكلم عنها إن شاء الله قريباً جداً جداً.. برضه لها علاقة بالثانوية السامة!

قلم جاف said...

أما عن الأوائل ، فقد نشرت جريدة "الحلوة" التابعة للمؤسسة التي تصدر منها "الدستور" صفحة كاملة تحاور فيها الصحفي محمود فوزي (صاحب برنامج على نار هادئة على المحور) مع الأوائل الذين صبوا جام غضبهم على المناهج والوزارة!