Saturday, February 24, 2007

لوغاتونا الجميييييلة!

أخطاء إملائية ونحوية بشعة فائقة السذاجة يتفوه بها السادة المذيعون ، وتزخر بها صفحات الجرائد التي يفترض ببعضها أنه كبير وعريق.. في لغة يفترض أنها لغتنا الأم ، في بلد أسهم في إعلاء بنيان ثقافتها ورفع ذكرها..

تطوير التعليم المزعوم وهوس الدرجة حول اللغة العربية إلى ما يشبه رالي الفراعنة ، مطبات وكثبان رملية وصحاري ومياه وعواصف ترابية يجب على الشخص توقيها وتحاشيها والتعامل معها بما يهدف غرضه الأصلي : التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكليات القمة المصرية ، وفي سبيل تلك الغاية يهون كل شيء ..

عندما كنا طلبة وكان كذلك مَن دخلوا التعليم بعدنا كنا نعمل ألف ألف حساب للبلاغة وسؤالها "الرزل الكئيب" ، والفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية والمناخ النفسي والوحدة العضوية ومدرسة أبوللو "وأشرب ميته" والقصيدة السخيفة - من وجهة نظري- لمحمد إبراهيم أبو سنة "النسور" (التي تم تدريسها ربما مجاملة لمدرسة الشعر الحديث وعنداً في الطلاب)، مع عمل ألف حساب لـ"مشيئة كتب الوزارة" وأفكار مؤلفيها ، وطبعاً لا ننسى النحو والاستخراجات واسم الفاعل واسم المفعول والممنوع من الصرف ، ولا ننسى التعبير ، وحفظ المواضيع والمقدمات وأبيات الشعر ، وحفظ الأحداث الجارية خاصة بعد مولد تعديل الدستور ، احفظ يا جدع ، كِب يا كابتن!

قد يكون منطق القفز على الحواجز مقبولاً بعض الشيء في مواد ستنتهي علاقتك بها بمجرد "مضي مدتك" في التعليم ، لكنه لن ينطبق بالمرة على اللغة العربية التي ستستخدمها أكثر من كل المواد الأخرى في حياتك ، حتى ولو كنا نتخاطب بالعامية!

الغريب أن كتب اللغة العربية للمرحلة الثانوية بقيت على حالها لم تتغير حتى بعد اثني عشر عاماً من إنهائي للدراسة الثانوية في عام 1995.. في الوقت الذي تغيرت فيه مناهج وطرق تدريس باقي المواد الأخرى للأحسن أو للأسوأ..

ألم يحن الوقت لتطوير مناهج اللغة العربية بشكل يعد الطالب لاستخدامها في حياته وعمله وليس لدلقها من "الجردل" في ورقة الامتحان؟ ألم يلاحظ أحد أنه في ظل الاهتمام الزائد عن الحد بالنحو ومنهجه تظهر الأخطاء النحوية حتى في قلب ورقة الامتحان؟ ألم يلاحظ أحد أن الطلاب بدأوا يكرهون - إن لم يكونوا قد كرهوا بالفعل - النحو الذي يدرس لهم على أنه بعبع مخيف يعيقهم عن التعبير باللغة ، والقراءة والنصوص والأشعار والشعراء واللغة العربية كلها؟ ألم يعِ أحد الدور الذي لعبه شكل تدريس اللغة العربية الحالي في تشويه سمعة اللغة (بالإضافة وبعض المهلهلات العربية)وإظهارها بأنها لغة التقعر والحنجوري "انت حتكلمنا بالنحوي ولا إيه"؟

نظرة للغتنا الجميلة قبل أن تُركَن على الرف يا واضعي المناهج (بس تكونوا نمتوا كويس وغاسلين النضارات)!

2 comments:

saso said...

قلم ..هما لسة ماكرهوش اللغة؟

النهاردة كنت في مدونة عين ضيقة باتابع نقاش عن العروض في قصيدة ليها، اكتشفت حاجة ظريفة جدا مفيش حرف عن العروض في مناهجنا
مفيش حرف عن شعر التفعيلة والعمودي وقصيدة النثر وكل اللي احنا نعرفة ببساطة نتاج محاولات متعبة منا للفهم غالبا بتبقي حرث في الماء لان لا الوقت كان سامح ايام الدراسة ولا هيسمح من بعد الشغل وغالبا للابد

مبطقش ايليا ابو ماضي فعلا ..بحس بالاستسهال التام معاة ومع كده حفظالة ابيات كتير بسبب الكتب الدراسية
عن النحو فحدث ولا حرج ..الطلبة يدرسوا قواعد اللغات الاجنبية ولا يقربوا قواعد النحو

ما دي قواعد ودي قواعد ..الفرق في أسلوب الكتاب أولا وأسلوب التدريس ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا

البلاغة السؤال الوحيد اللي بيسيبلك فرصة تفكر وتكتب من دماغك بيتحجر عليه وتختار مابين الاقواس وبيتجاب من نموذج الاجابة
علي اي حال عليه درجتين ومحدش بيتعب نفسة ويجاوب عليه

الشعر منسي تماما للأسف اعتقد انه هينقرض قريبا

التعبير انت من الجيل اللي سمع اكيد جملة"بيتقاس بالشبر"لا حول ولا قوة الا بالله ..انا اكتب وفي الاخر يتقاس بالشبر!!! بلاش منه احسن

عن الاخطاء الاملائية والنحوية في كتب الوزارة وفي ورقة الامتحان
ان كان رب البيت ....عاوزين الطلبة يعملوا ايه

لجان التطوير بتطور كل المناهج حتي مناهج التربية القومية والمجالات مفيش مرة تطور كتب العربي وبالاخص أمثلة الشعر اللي متغيرتش من ايام ما انا كنت في اعدادي

طيب المدارس وفقدنا فيها الامل لاسباب غامضة ..كل الاباء بلا استثناء بيجيبوا لاولادهم قصص وكتب تعليم الانجليزية للاطفال تفتكر في كتب من دي جذابة للعربي ؟مفيش ..ولو في الاباء هيجيبوها؟ لا الأولوية للغات لسب مجهول برضة

قلم جاف said...

وأضيف :

الناس دي اختارت أمثلة سيئة للمدارس ، من بينها قصيدة النسور المذكورة .. لسعادة البيه محمد إبراهيم أبو سنة .. أحد رواد المدرسة دي من الشعر .. كويس إنهم ما قالولناش اشربوها (عفواً احفظوها)!

بعد ما قريت القصيدة دي بعد ما ربنا تاب عليا م التعليم وصلتني من النص رسالة واحدة : الراجل دة عنده الأنا وارمة جداً وعايزة عملية استئصال ، وكل الشعب بيحقد عليه إكمنه من النسور (اللي هي في الواقع آكلات جيف) وأعداؤه (وربما المختلفين مع حضرته) شوية أرانب بيجروا وسط الحشااااااائش!

تعقيد لفظي وسذاجة مفرطة تمثل أسوأ دعاية لما وصف بالشعر الحر ، وما دلنيش على كدة إلا لما قريت لنماذج محترمة من الشعر دة لفاروق جويدة على سبيل المثال!

النحو دة فيلم كوميدي لوحده ..

هوة غاية وماهوش وسيلة ، حتى إن الباتاوات مبيتيحوش فرصة للناس إنها تستخدمه ..

كما إن فيه تفنن غير عادي عند مدرسين المدرسة ومدرسين الدروس في تعقيده .. مثلاً لا يكتفى بإعراب "عتريس" في "ضرب عتريس القطة" بذكر عبارة "فاعل مرفوع بالضمة" .. لا ..لازم "فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره"..

ليه فعلاً ما تغيرتش مناهج العربي؟ ولا مينفعش تغيير إلا بسلطة التسييس واديها كمان تعديلات دستورية؟

أما عن "البعد السياحي" في مناهج اللغات ، لسة فيه بإذن الله تعالى كلام ، وكلام عنيف شوية!