في المدونة الشقيقة "الدين والديناميت" تحدثت عن مسجد شهير بمصيف ساحلي يفرح القائمون عليه أيما فرحة بأجهزة التكييف التي يشبه وجودها عدمه في قلب المسجد ، رغم أن المسجد - يوماً ما - تعرض لعملية تقليش واسعة النطاق أجبرت هؤلاء القائمين على نقل المسجد بمحتوياته إلى الفناء الخارجي الفسيح مكتفين بإغلاقه!
أتذكر ذلك عندما أسمع عن أن بعض الكليات في مصر قررت الاعتماد في مناهجها وامتحاناتها على إنترنت.. في الوقت الذي كان فيه بعض طلاب الكليات يمنعون من دخول المكتبات واستعمال الحاسب الآلي..ناهيك عن "شوطة" الأبحاث على النت التي ضربت المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ، رغم أن تلك المدارس المزودة والتي بعضها مزود بالفعل بتكنولوبيا التعليم ليس بها جهاز واحد صالح للاستعمال الآدمي!
ولأنها العقلية البيروقراطية المصرية عندما يقع في يدها أي تطور تكنولوجي ، فهي تضع دائماً العربة أمام الحصان ، أي تترك السادة الطلاب على عماهم دون أن تبصرهم بالحد الأدنى من تقنيات وآليات البحث على إنترنت ..كل الغرض هو تقفيل البحث أو الـ "sheet" للفوز برضا الدكتور السامي واتقاءً لسخطه (الوحش قوي قوي قوي)..
لي صديق قصدني في خدمة ، وهو طالب في كلية الهندسة ، أن ألخص له "شيتاً" أو تقريراً جمع محتواه من على إنترنت كما أمره الدكتور في عشر ورقات .. ولم يكن التلخيص مشكلة بقدر ما كانت المشكلة هي ذكر المراجع ، تذكروا أن صاحبنا قام "بتسييف" الصفحات التي عثر عليها دون أن يتذكر اسم رابط واحد يوحد الله من تلك الروابط التي جمع منها تقريره!
لينكات مين يا جدع ، صلي ع اللي حيشفع فيك ، اتبع طريقة "كِبًّه" .. افتح جوجل وافتح لك كام صفحة وسيف الملفات وكوبي وبيست وخلص الليلة.. هذا هو منهج البحث على الشبكة العنكبوتية ، وسلم لي على سبايدر مان..
ولأن من شب على شيء شاب عليه ، ولأن الطلبة شبوا في رعاية رابسوتين الذي جعل العقول تغسل أكثر بياضاً ، فقد تأهلت عقولهم لثقافة الكوبي والبيست تماماً ، وأشك أن صديقي المذكور قد قرأ رابطاً واحداً من العشرين رابطاً الذي نسخ منهم الملفات التي طلب إليه دكتوره تجهيزها في صورة تقرير!
ليتباهى إذن رابسو ، ومعه رابسو التعليم العالي ، بإدخال أحدث أجهزة الكشف بالأوشاعة (مع الاعتذار لسامي فهمي في مسرحية "الدخول بالملابس الرسمية") وتكنولوجيا إنترنت في المدارس والجامعات ، وليريانا ابتسامتيهما العريضتين وبياض أسنانهما عندما يقوم السيد الرئيس بزيارة الجامعات والمدارس في حضورهما .. ولتحيا الفهلوة التي خوخت التكنولوجيا وجردتها من كل مضمون..
7 comments:
والله بعقد الهاء يا شريف انت محصلتش يا جدع انت
حلوة جدا
رابسوتين ديه
الحقيقة التعليم والفساد فيه لا حل له
وانعدام البحث واضح في كل شيء وبالتالي يتفشى فكر الخبط والرزع والسرقة و اديني في الهايفة
اذكر اني طلبت مرة من مجموعة طلبة في ورشة عمل سيناريو يكتبوا ملخص
وفقا للخطوات اللي درسناها سوا ويحطوا معاه مراجع بحثية لعمل
الخطوة التالية
ولا واحد كتب مرجع يوحد ربنا والكل كتب لي مواضيع انشا
والاهم انهم بيشتغلوا كانوا في شركة ملتي ميديا
والادهى ان ده كان من 10 سنين يعني الحال كمان بقت في النازل
سيبك انت جدع يا شريف وبحب اقرالك جدا
كل الكوارث اللي بتحصل سببها مرحلة التعليم ما قبل الجامعي ، اللي بيصحبها شد عصبي عنيف واستنزاف لطاقة الطالب وتركيزه ، والشد العصبي زيادة عن اللزوم ، فضلاً عن المزج القبيح بين البيروقراطية والسياسة في مصر انعكسوا على سلوكه ، وحولوه في مرحلة الجامعة وما قبلها إلى شخص يتعامل بمنطق "طلسأ وكروت يا جدع" ..
ودول ، زيي ، سمعوا قبل دخول الكلية عن الدكتور وسلطانه وسلطوته .. وأنه لا يجب أن يغضب الدكتور الذي وصل خوف بعض أولياء الأمور منه إلى جعلنا نعتقد أنه ظل الله على الأرض.. وبالتالي زرع بداخل الطالب الجامعي خشية الدكتور وعمل أي شيء حتى لا يطاله غضب منه..
ولإرضاء الدكتور بأقل مجهود ، وعطفاً على أن المدارس والجامعات لا تعلم طلبتها عادة الأشياء السخيفة مثل الخطوات السليمة للبحث على النت ، أو في كتاب .. كان ما حكيت عنه في التدوينة .. ثقافة "كِبه".. دة قبل دة ، دة بعد دة مش مشكلة.. المهم يوصل لدكتورنا العزيز البحث مشفي وع السكين!
المدهش أكثر في الموضوع إن الدكاترة اللي بتتعمل لهم الـassignments دي مبيقروهاش! حاجة كدة نظام عجين الفلاحة..
وكم في الجامعات من مضحكات!
هي أيضا سليلة نفس العقلية من الحفظ دون الفهم
وأسئلة آخر السنة في المحاضرة النهائية
وتصوير الكورسات أمام الجامعة
نفس العقلية أرتدت ثوب التكنولوجيا الذي وصفته أنت بالمخوخ
قبل أن يكون هناك إنترنت أتذكر بعض الطلبة يأخذون عدة مراجع لمكتب الآلة الكاتبة ويضعون في كل كتاب فواصل تشير للصفحات المطلوبة ، بينما يقوم الموظف بعملية التجميع
نعم ، للأسف نفس العقلية
إيبي وأبو حميد :
أشعر في مسائل الأبحاث أن هناك عقداً غير مكتوب بين الدكتور والطلاب ، أو بين المدرس والطلاب بما أن الأبحاث صارت "شوطة" هذه الأيام في مراحل التعليم ما قبل الجامعي!
في المدرسة المدرس "عبد المأمور" ، يهمه إن الشغل يوصل له علشان اللي فوقه يقول للي فوقه إن كله تمام.. والطالب مش عايز يزعل المدرس ، وربما مش عايز يطير الدرجات ، ولإن العملية مش في دماغ الاتنين .. تبقى نظرية "كبه" سيد الموقف!
القصة في الجامعة مختلفة شوية صغيرين ..
يهم دكتور الجامعة في مواقف كتيرة إنه يشعر بذاته ، بقدرته على رفع الطالب للسماء السابعة وخسفه عند اللزوم لسابع أرض.. المسألة لا تعدو كونها عجين الفلاحة ، وهو منطق موجود في التعليم الجامعي المصري ، حيث التعامل يقوم على قدرة الطرف الأقوى على "تربية" الطرف الآخر .. فالدكتور لكي يكون دكتوراً يكون من ناقشوه في رسالة الدكتوراة قد أمروه بعمل عجين الفلاحة .. وبعد أن "تدكتر" آن الوقت ليأمر طلبته بما أمره به الدكاترة الكبار في مناقشة رسالتي الماجستير والدكتوراة..
ولأنها ثقافة عبد المأمور ، فمن الطبيعي أن "يكب" الطلبة البحث إرضاء للسيد الأستاذ الأرشيدوق الدكتور..
كم نحتاج من الوقت لكي نفهم أنه ما دمنا عبيداً للمأمور ، فسنظل "نكبه" حتى الممات؟
الله أعلى وأعلم!
كتشتفتك بالصدفة من عندة شهروزة
بصراحة عجبني اسلوبك
وافكارك
احييييك
ولينا راجعة
مرحباً بيك يا قلم رصاص في مدونة قلم جاف .. وأتمنى تجد هنا ما يحفزك للزيارة والتعليق..
آخر نكتة : أناس قصدوني في خدمة جمع مادة بحث على النت من أجل المدرسة .. البحث عن حقوق الإنسان!
Post a Comment