Friday, March 28, 2008

حصة الألعاب

الموضوع اللي جاي دمه تقيل وفيه ناس حتشوفه هايف.. لكن فضلت الكتابة فيه على أساس إن أحد الأهداف المعلنة للتدوين هي الفضفضة وفش الخلق والتفكير بصوت عال في أمور انت عارف إن مفيش ناس كتير حتفكر فيها..لذا لزم التنويه من أولها..

لنعترف أننا لا ندخل امتحان آخر العام في كل ما نتعلمه من المدرسة ، هناك أشياء نتعلمها في المدرسة بطريقة أو بأخرى تترك آثارها في شخصياتنا إلى أن نترك هذه الدنيا مأسوفاً- أو غير مأسوف- علينا..من ضمن تلك الأشياء الهامة في رأيي حصة الألعاب.. التي قد نراها وقد يراها النظام الرابسوماتيكي تافهة ، بحكم أن لديه أولويات أخرى نعرف بعضها ولا نعرف الآخر ، كما يسيطر على ذهنيته هسهس كالهنتريش المجنح اسمه كثرة الأعداد يهيئ للقائمين على المدارس أنهم رعاة غنم في الصحراء وهدفهم السيطرة على القطيع ليس إلا..

السبب أن اللعب بالفعل هو أهم نشاط جماعي يمكن من خلاله الحكم على مدى اندماج الشخص في المجتمع المحيط به.. هذا ليس حنجوراً نظرياً ولكنه واقع عملي أكدته ملاحظات كاتب هذه السطور (والتي يمكن لأي شخص آخر أن يدلي بأفضل منها)..

هناك فرق كبير بين أن تلعب وبين أن لا تلعب ، بين أن تلعب مهاجماً أو حارس مرمى أو احتياطي.. أن تلعب مع فلان وأن تلعب مع علان .. في حصة الألعاب تتكون الشلل والمجموعات والحساسيات والحزازيات أيضاً .. ولا تتضح فقط معالم علاقاتك الحالية بل يمكن رسم لشكل علاقاتك بالبشر المحيطين بك في المستقبل..

هذا ما يحدث في المدرسة ، وفي الجامعة أيضاً.. من ينجح في اللعب مع الآخرين ينجح في العمل معهم .. والعكس بالعكس.. وحتى إن كنت احتياطياً أو على "البنش" فأنت تفهم قواعد اللعبة في الحياة والعمل..

والرابسوماتيك دائماً ما يشددون في مواعظهم التليفزيونية والصحفية على أن المدرسة وما يحدث فيها هي جزء لا يتجزأ من حياة طلابها الحاليين وتؤثر في مستقبلهم عندما يخرجون إلى الحياة العامة ، في حين نراهم رغم هذا التنظير السمج يتعاملون مع الحياة داخل المدرسة بمنتهى الاستخفاف.. إلا فيما يخدم تلميعهم أمام القيادة السياسية والرأي العام ، لا أكثر ولا أقل..

وهذا الاستخفاف ليس قاصراً على الرابسوماتيك ، بل علينا أيضاً.. فنحن مثلهم نهتم بالمجموع ودخول الكلية أكثر بكثير من أن نهتم بشكل علاقات أبنائنا وعلاقاتنا مع المحيطين بنا ، والذي ثبت -حتى لانطوائي مثلي- أنه من تاسع المستحيلات إن لم يكن من سابعها الانعزال عنهم كليةً..

النتيجة "مدرستي نظيفة منتجة مش عارف إيه".. وحوش معطل .. وحصة "تافهة" لا تلقى اهتماماً ، ومشاريع شباب "مكرش" يقضي وقته أمام ألعاب "النيتورك" في السايبرات .. وثقافة تنسى في هوس البحث عن ما هو "مهم".. أشياء أهم.. عذراً لثقل ظل الموضوع..

1 comment:

Leonardo said...

يمكن الجزئية المهمة جدا جدا هى اللعب بالنسبة لنا احنا مش لرابسو ..
رابسو كده كده مافيش منه فايده .. ده حتى واحنا فى الثانوى لما كان حوش المدرسة -المشترك بيننا وبين مدرسة ابتدائى جنبنا أساسا- ضاربه فيه المجارى ماكانش مدرس الألعاب بيرضى إننا نروح نلعب فى ملعب مركز الشباب اللى جنبنا .. ده غير حصة الألعاب فى الإعدادى اللى ماكناش بنقدر نلعب فيها غير لما نشيل الزباله والورق اللى فى حوش المدرسة وبيضيع أكتر من نص الحصة طبعا فى الهم ده .. ولما بنلعب بيفضل المدرس يلعبنا تمرينات سويدى مخصوص نفضل رافعين إيدينا فيها لحد ماتخدل ونبقى مش قادرين وكإنها حصة تعذيب مش حصة ألعاب !!
المشكلة الأهم فى أولياء الأمور نفسهم -احنا يعنى- زى ماإنت قلت .. اللعب ده لعب !!
مجرد تضييع وقت وتفاهه وربما يصل لقلة الأدب
أساسا لايوجد فى الحياة أى هدف للأطفال -من أول كى جى ون- سوى المذاكرة وعمل الواجب
لايوجد معنى لكلمة هواية سواء كانت لعبا أو غيره
السواد الأعظم ممن أراهم للأسف -ومنهم أناس يفترض بهم الثقافة واتساع الأفق- يتصرفون بذات الطريقة مع أطفالهم
حتى أننى أخشى أن أصبح أحدهم أنا الآخر عندما يجد الجد وأنجب أول طفل :(