Friday, November 09, 2007

الحالة اسباجيتي يا سادة!

لا أميل إلى الوصف "الغريب" الذي أطلقه لا فوض فوه السيد علي الدين هلال على مصر بقوله أنها "تشبه البالوظة في حالة رجرجة".. فهذه المصطلحات الغريبة لا تستغرب في الحزبوطني.. لكن يمكنني وصف الوضع الحالي بضمير مستريح أنه يشبه الاسباجيتي..

والاسباجيتي في مصطلحات قواعد البيانات تعني قاعدة البيانات سيئة التنظيم بشكل يجعلها متشابكة ومعقدة ويصعب إن لم يكن يستحيل السيطرة عليها..

صحيح أن هناك أولوية قد يراها البعض زائدة عن الحد تُعْطَى لفصل الدين عن السياسة سببها وجود قوة سياسية "ما" على أساس ديني ، ووجود تهليل لنماذج سياسية قائمة بالفعل على أساس ديني (حزب الله والنظام الإيراني على سبيل المثال).. إلا أنه يوجد داخل الاسباجيتي المصري ألف شيء يستحق "الفرز" و"التجنيب" كما يقول المصطلح القانوني الشهير..

ومن ضمن هذه الأشياء السياسة والتعليم..

التعليم هو خدمة ندفع ثمنها جميعاً .. الحزبوطني والإخواني واليساري واليميني والمستقل والمسلم والمسيحي .. هذه الخدمة يجب في رأيي ألا تسيس..

لمن يدافعون عن تسييس التعليم سواء في المناهج أو في حرية دخول الأحزاب السياسية داخل الجامعات .. أود توضيح نقطة بسيييطة جداً.. أنه منذ العهد الناصري وعداد التسييس في كل شيء في الطالع ، خصوصاً في الأشياء التي لا يصح ، أو لا يفضل ، أو لا يُحَبَذ ، أن تُسَيَّس مثل الفن والتعليم .. وسرعان ما طال هوس التسييس من كل جانب سواء من الجانب الحاكم أو من جانب التجمعات والجماعات المناوئة للجانب الحاكم النقابات المهنية والفنية والجمعيات الأهلية وسيشق طريقه -بكل أسف-قريباً إلى الاتحادات الرياضية والأندية الكبرى..

ماذا كانت النتيجة؟

هذا التسييس المقيت هو شريك للبيروقراطية السياسية في التخلف والتدني الذي وصلنا له.. أقول ذلك بنفس راحة الضمير الذي وصفت بها الحالة المصرية بأنها اسباجيتي..

مع احترامي لما قالته زميلتنا المميزة بيلا في تدوينتها الأخيرة.. أنا بكل قوتي مع عدم تسييس التعليم كله سواء ما قبل الجامعي أو الجامعي .. وأرى أنه على كل القوى السياسية الخروج من الحرم الجامعي وأولها الحزبوطني وتنظيماته السرية داخل الجامعة.. وإذا كانت هناك مساحة للتسييس والاستقطاب فلها أماكنها خارج الحياة العلمية والجامعية..فالسياسة حتى وإن كانت تمس حياتنا كلها فإن لها حجماً لا يجب أن تتجاوزه..والله تعالى أعلم..

2 comments:

Bella said...

مرحبا اخي العزيز

مرحبا بإختلاف الرأي ولو اننا حتى الآن متفقين

بداية ارجو الا تفهم تدوينتي الاخيرة بخصوص انتخابات الاتحادات الطلابية على انها موافقة ضمنية مني لدخول السياسة للجامعة
فهذا طبعا ماارفضه جملة وتفصيلا
والتدوينة كلها الغرض منها السخرية على ماوصل إليه حالنا على مختلف الأصعدة بما فيها البلطجة في الانتخابات الطلابية.
وأعنى بذلك البلطجة من الجهتين

فلا يرضيني باي حال من الاحول ان تمتد يد النظام القمعية لطلبة الجامعات لتحولهم لمشاريع ارهابية تمشي على الارض بعد قمعهم وسرق إرادتهم.
كما لايرضيني ان يتحول الطلبة لبلطجية ايضا من تلقاء انفسهم لفرض إرادتهم على تيار معين أو فئة معينة.

لااعرف من اين استنتجت انني اوافق على ماحدث من استقطاب طرف لباقي الاطراف أو استئثار طرف بالتحدث نيابة عن باقي الاطراف وهكذا.

راجع تدوينتي مرة اخرى وحدد لي نقاط اختلافك في الرأي معي

تحياتي

قلم جاف said...

أعتقد أن توضيحك أزال معظم نقاط الخلاف.. فقط ما أردت إضافته هو أننا حتى ولو فرضنا فرض جدل أن الجامعة هي مدرسة لتعلم النشاط السياسي كيف يفترض بالإدارة المشرفة على الجامعة أن تفعل ذلك وهي غير مستقلة وتتبع اتجاهاً معينا؟

إذا كانت الإدارة أو أساتذة الجامعات المهيمنين على مقاليد الأمور منتمين لأي اتجاه- أكرر أي اتجاه- ويحرصون على إقحام اتجاههم في العملية الجامعية فلتذهب انتخابات اتحاد الطلبة وكل الأنشطة الخارجة من عباءتها في ستين ألف داهية..

أي حزب بقا عايز يلعب سياسة يروح يشوف له حاجة "ينفع" تسييسها ويريح ويستريح!

للعلم .. كل الاتجاهات التي تزعم رفض تسييس الجامعات ، وفي مقدمتها الحزبوطني هم أول المستفيدين من تسييسها وخربها والجلوس على تلها..