Friday, November 14, 2008

في العربي وامتحاناته : كتاب القراءة يا عين

1-لا تصدقوا ما يقوله الأشرار عن أن التعليم الرابسوماتيكي والعياذ بالله يحتقر اللغة العربية .. لقد خصص لها أربع كتب دفعة واحدة .. وربما يخصص لها في ظل نظريات الدكتور الجمل كتاباً خامساً ليصبح من الممكن دب الخمسة في عين العدو.. كتاب للقراءة وكتاب للنحو وكتاب للنصوص والأدب والبلاغة وكتاب رابع للقصة..

لا مشكل في ذلك .. المشكلة كما أراها أن تصبح اللغة كلها مقيدة بهذه الكتب .. أنا عن نفسي أشعر أن الكتب الأربع مثلها مثل جدران الزنزانة تحبس الطالب بينها فلا يتحرك.. وعندما يخرج الطالب من التعليم الرابسوماتيكي يطلقها بالثلاثة..

نعم نحن لا نتكلم الفصحى ، ولا توجد دولة عربية تتكلم الفصحى بين أفرادها .. لكننا بطريقة أو بأخرى سنستخدم تلك اللغة في كتاباتنا ومعاملاتنا وفي قراءاتنا ، وهي كلها أبعد من كتاب بل ومن عدة كتب .. تدريس اللغة العربية صار مملوكاً مسخراً لخدمة الكتاب المدرسي الذي هو المحك الأساسي للطالب (زيه زي الدوري العام كدة للمنتخب زي ما رؤساء الاتحادات بيقولوا.. بلا وكسة) .. فيما عدا ذلك لا تخرج عن الكتاب يا أخ علي.. لا تناقش مع الطلبة يا أخ علي .. لا تدعهم يتمرنون على قراءة اللغة وتذوقها يا أخ علي.. اتركهم يكرهونها يا أخ علي..

2-لماذا كتاب للقراءة؟

في الإنجليزية و كذلك في الفرنسية (التي مناهجها وامتحاناتها تحريض سافر على البلادة) هناك مواضيع للقراءة غرضها واضح .. إثراء الحصيلة اللغوية بأكبر كم من التعبيرات .. ولكل قطعة "نحوها" و "كلماتها" و "تمارينها" و"تراكيبها".. في الإنجليزية تحديداً -وهذه ميزة- لا ترى أي سؤال حفظ سمج عن تلك المواضيع في الامتحان.. وترى في المقابل قطعة .. مجرد قطعة تختبر قدرة الطالب- أو هكذا يفترض- على القراءة والفهم .. قطعة صغيرة يقابلها في العربية كتاب كامل.. يُطلَب من الطالب ضمناً أن يحفظه من أجل "كر" الإجابات بطريقة ميتريلوزية في ورقة الإجابة..

3-على أي أسس تختار مواضيع القراءة؟

مش عارف..

ولأن الإعلام والنخبة ومن يسمون أنفسهم مفكرين ومثقفين يستسخفون السؤال عن تلك السخافات تحولت بقوة الاستمرار إلى تابوهات لا يجوز السؤال عنها أو التعقيب عليها أو الشكوى منها..

عن نفسي .. ومن متابعتي المتواضعة لبعض تلك الكتب أجد نوعاً من عدم المواءمة بين تلك المواضيع وسن الطلاب على سبيل المثال.. شيء كدة يشبه الفن والإعلام الموجه.. افتح بقك يا حبيبي علشان تاخد الدوا- عفواً الموضوع-همممم يا جمل! :( دواء يعطى للطالب بجرعات محدودة كي "لا" "يدمنه"!

4-حساسية مؤلفي كتب القراءة من دمج الأدب في القراءة تفوق حساسية بعض المسخفين من تدريس القرآن الكريم في مناهج اللغة العربية (رغم أنه لولا القرآن ما بقيت اللغة حية إلى الآن) .. من الصعب أن تجد مقتطفات من قصة قصيرة لـ"نجيب محفوظ" أو "يوسف إدريس" في كتاب القراءة .. ولكن من الممكن أن تجدها بسهولة في كتاب "النصوص" .. ليه .. ماعرفش!.. كدة حنحفظ وكدة حنحفظ.. ما ينعفش نقرا ونحفظ أو حتى نقرا الكلام دة؟ لأ.. دة أدب يا مشاغب والأدب فضلوه عن اللحمة بس ما يهوبش ناحية كتاب القراءة!

كأنك يجب أن تقرأ لكي تحفظ..

ليس من المستحيل الحصول على مقتطفات مبسطة من هنا وهناك تناسب أعمار الطلبة.. لكن تقول لمين؟

5-والقاعدة في كتابة مواضيع كتب القراءة هي أن تحاول قدر الاستطاعة أن تكون مدرسياً قدر المستطاع .. قطع مصطنعة في بعض الأحيان كقطع أسئلة النحو.. ولأنها "مدرسية" فلا يجب التزويغ خارجها مثلها مثل المدرسة تماماً ولا يجب مناقشتها في الأسئلة (حيث أن فيها وجهة نظر واضعها الملزمة تماماً للطالب) .. ولا "يحبذ" التدريب على استخدام تراكيبها إذ أنه في مناهج اللغة العربية لا تدرس أساليب ولا تراكيب.. لتصبح في النهاية قطعاً لا تصلح للتذوق ولا حتى للقزقزة .. بل هي "قطع بلع" كما يقول التعبير الدارج.. واضعو تلك القطع والمناهج والمناهج الأخرى هم من جعلوا كلمة "مدرسي" سيئة السمعة.. لأنهم ربطوها بالمباشرة والجفاف والصرامة لا بالتذوق والحس والفهم والتعلم..

وعن باقي الموضوعات إن أحيانا الله لي كلام.. ذكروني به إن نسيت..

4 comments:

Leonardo said...

ذو صلة

مقال فهمى هويدى عن وزير التعليم العاااااااااااااااااااااالى
!!

http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=8856&Itemid=51

قلم جاف said...

العاااالي العاااااالي ياااابااااا..

لا بس ما تخافش على صاحبه التاني ورفيق كفاحه "ضدنا" التاني "يسري الجمل".. التاني حافظ له بقين حنجوري لغة عربية خيال علمي بيكررهم في كل لقاء تليفزيوني وإذاعي وسايبري تسمعهم تقول الراجل دة مثقف وعنده رؤية.. هو بيعرف يترسم كويس ويعيش في دور المثقف الاكتواري الاردوازي البمرجوازي .. عكس "هاني هلال" اللي فشل في لعب دور المثقف باقتدار!

بالمناسبة.. همة الهلال والجمل ورانا ورانا ولا إيه؟ :)

Leonardo said...

ماهو طالما رابسو
يبقى الشىء لزوم الشىء :)

shaw said...

تدوينة أكثر من ممتازة
وموضوع فكرت فيه كثيرا من ايام إعدادي حتى من قبل ما يبقوا أربعة كتب

عذرا على التعليق المتأخر وعدم متابعتي لهذه المدونة الثرية جدا..اصلى باتابع فرجة والدين والديناميت بس دى كسلت اقرا فيها قبل كده (بس الحمدلله صلحت غلطتي)