أحدث طرائف رابسو كانت فيما يتصل بجدول امتحانات الثانوية العامة ، الجدول المعجزة الذي يفوق في صعوبته صعوبة إعداد جدول الدوري العام المصري لكرة القدم!
بذل الدكتور الجمل - كان الله في عونه الصراحة يعني - جهوداً رهيبة لإعداد الجدول المعجزة عن طريق شبكة الفيديو كونفرانس والفيديو كليب ، مفعلاً كل الفشحاطات الحنجورية التي شنف بها آذاننا منذ جلوسه واسترباعه على الكرسي الرابسوماتيكي من عينة المشاركة المجتمعية وأخواتها، ، وبعد أن أعده ، ونشرته الصحف ..اكتشف أخيراً - ولله الحمد - أن هناك انتخابات لمجلس الشورى كانت لتقام أثناء مواعيد الامتحانات!.. وبالتالي لم يكن أمامه للتبرير سوى القول بأن الجدول الذي نشرته الصحف .. كان "استرشادياً"!
أولاً.. لماذا أخذ جدول امتحانات الثانوية السامة كل هذه الضجة وهذا الضجيج؟ هل هذه أول ثانوية عامة في تاريخ مصر؟ لا .. ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة..
ثانياً.. لاحظوا الأسلوب الاستباقي الذي اتبعه الدكتور المبجل ، فهو يقول أنه ببساطة أخذ آراء الأهالي والطلاب ، وبالتالي فإن أي احتجاج ، قد يظهر من الجدول بالشكل الذي أوضحته في الرابط ، لن يكون له أي محل من الإعراب.. وهذا ينطبق على كل ما سيتخذه الوزير من قرارات خلال فترة جلوسه على الكرسي الوثير!
ثالثاً .. وهو الأهم : هل انتخابات مجلس الشورى ، المجلس النيابي الثاني في صمر ، حدث طارئ يتحدد قبلها بأسبوعين ، أم أن الحكومة تعرف توقيته منذ حوالي العام؟
من الصعب فيما يبدو أن نتحدث عن التعليم بمعزل عن تصورنا كأفراد له ، ومن الأصعب أن نتحدث عن التعليم بمعزل عن الرابسو.. ففي صميم ثقافتنا الإدارية في مصر أن تكون كل الأوراق في يد شخص واحد ، يؤلف ويخرج ويمثل ويقوم بالتصوير ويضع الموسيقى التصويرية فقط، وإن يتغير الرابسو يأتي غيره بسياسة أخرى تنسف ما قد سبق .. وهكذا..
صحيح أنه مر علينا رابسوهات خفيفو الظل ، كثيري الكلام ، قليلي الفعل ، محترفي الصراخ ، لكني لم أر من قبل تضخيماً للصغائر وتصويرها بأنها أعمال بطولية خارقة لا يقوم بها بنو البشر ، وعشوائية تصيب القاصي والداني بهيستيريا ضحك!
ويبدو أنه صار من مواصفات وزير التعليم المثالي في مصر أن يتحدث كثيراً ، وأن يرص أكبر كم من المصطلحات بجانب بعضها كما يرص البناء الريفي "حجارته" لبناء سور في قرية ما ، حتى وإن كانت عباراته تتناقض مع أفعاله .. فهم يصدعوننا بالحديث الطويل المكرر عن التفكير العلمي ومواكبة التحديات بينما ما نراه هو التعريف المثالي للعشوائية والتخبط..
عموماً اللي يعيش يا ما يشوف ، ونحن في انتظار معجزات جديدة تأتينا من مقر وزارة التربية والتعليم والكلام والحديث والحنجوري .. والمعجزات أيضاً!